علماء النفس يشرحون أسباب خجل بعض الأطفال في الأماكن العامة (1)
يعتبر خجل الأطفال أمراً شائعاً جداً يتعايشون معه على مر السنين. نسمي ذلك عادة بالقلق الإجتماعي، ولكن يعتقد علماء النفس أن الخجل هو غطاء لمشاكل أساسية أكبر مثل القلق أو الخوف.
عندما نتحدث عن القلق، يفكر الجميع بالخوف الذي يعتري شخصاً بالغاً أثناء مقابلة عمل أو عن ذلك الذي يطغى على شخص لا يرغب في أن يكون محط أنظار الآخرين.
يعاني حوالي 9% من الأطفال من القلق الإجتماعي أي كل طفل من أصل 10 أطفال. تدل هذه الأرقام على أن المشكلة تكبر وتتصاعد شيئاً فشيئاً، ولهذا يجب علينا حلّها.
قارنت دراسة نُشرت عام 1988 من قبل المجلة الأميركية لتنمية الطفل بين أطفال يبلغون من العمر 4 سنوات وآخرين يبلغون 7 سنوات ونصف. أظهرت هذه الدراسة أن الأطفال الذين كانوا خجولين في عمر الرابعة ظلوا يعانون من الخجل ذاته في سن السابعة والنصف بينما بقي الأطفال المنفتحون كذلك عندما كبروا.
قلق اجتماعي أم خجل؟
قد يرافق القلق الاجتماعي والخجل الأطفال حتى سن البلوغ إذا لم تتم معالجتهما. يمكن لعائلة واحدة أن تضمّ طفلين بطبعين مختلفين كلياً. قد يكون الأول منفتحاً ويحب مقابلة أشخاص جدد واكتساب أصدقاء في كل مرة يذهب فيها إلى الحديقة. يمكن أن يعاني الطفل الآخر عند القيام بأمور كتلك. بالنسبة إليه، الذهاب إلى الحديقة ليس أمراً ممتعاً لأنه يسبب القلق له.
لا يستطيع الأطفال أن يعبروا عن مشاعرهم كما يفعل البالغون. قد يعانون من آلام في رأسهم أو في معدتهم، من العصبية أو الدوخة، وقد تظهر هذه المشاعر جميعها على شكل فرط في النشاط.
قد يفسر طبع (طباع) الطفل سبب خجله
بعض الأطفال خجولون بالفطرة، بينما البعض الآخر منفتحون ويحبون الاختلاط مع الآخرين. ولكن بما أن كل طفل مختلف عن الآخر، تعتمد أسباب تفاعلهم مع بيئتهم على طبعهم.
تبدأ قدرات التأقلم في سن مبكرة
الشخصية والطبع هما ما يدفعانكم إلى الاستجابة لعوامل الضغط. فلنفترض أنه لديكم طفلان. بينما كنتم تذهبون إلى السوبرماركت، تعطّلت سيارتكم. بدأ واحد من طفليكم بالبكاء والصراخ لأنه شعر بالخوف مما يحدث، بينما شعر الثاني بالانزعاج لأنه سيتأخر عن موعد العشاء.
بما أن لكل واحد منهما شخصيته الخاصة، هما ينظران إلى الموقف بطريقتين مختلفتين. يرى واحد منهما الموقف كعائق يتسبب بتأخير موعد عشائه، أما الثاني، فهو يرتعب من الموقف لأن السيارة لا تعمل. عليكم إذن أن تريحوا كلا الطفلين ولكن بطريقتين مختلفتين حسب طبع كل منهما.