العلامات المدرسية وأطفالك الصبيان: ما الذي على الأهل تجنبه وكيف لهم أن يدعموا صبيانهم ؟

0

العلامات المدرسية
ما من أحد كامل ما يعني أنه حتى أفضل التلاميذ سيهمل عاجلاً أم آجلاً فرضه أو ينسى أن يدرس للامتحان أو يعود إلى المنزل مع نتائج مخجلة. ويفقد الأهل بطبيعة الحال أعصابهم فيصرخون ويصفعون ويقلقون من أن تؤدي النتائج السيئة في امتحان الرياضيات في الصف السادس إلى فقدان الأمل بالالتحاق بإحدى الجامعات الراقية. تعتبر العلامات والواجبات المدرسية من بين أبرز أسباب الشجار والحزن في العديد من العائلات. لعله من المفيد ان تعلمي أنك تستطيعين دعم تعليم ابنك من دون أن تخوضا معارك مستمرة.

إن بعض الصبيان طلاب استثنائيون، ينشدون الكمال في عملهم ويقومون بواجباتهم المدرسية من دون ان يُطلب منهم ذلك كما يهتمون بعلاماتهم ويبذلون أقصى جهد في كل صف. لكن العديد من الصبيان يعتبرون الواجبات المدرسية مملة وعائق مزعج يمنعهم من أن يقوموا بما يرغبون فيه فعلاً. وفي حين أصبحت قيمة الواجبات المدرسية كوسيلة تعليمية محط تساؤل، يبقى أن الأساتذة يتوقعونها وأن العلامات تعتمد عليها وأن على الطلاب أن يقوموا بها. وبما أن الواجبات المدرسية والعلامات جزء لا يمكن تجنّبه من حياة ابنك في المدرسة، فقد يساعدك أن تضعي خطة.

بعض النقاط التوجيهية

لتضعي خطة، لا بد أن تتذكري أولاً لمن تعود العلامات والواجبات المدرسية فعلياً. فالعمل (والعلامات التي تترافق معه) يعود لابنك وليس لك، واتمام العمل المطلوب وجمع المواد اللازمة وتقديم الواجب من مسؤولياته. يمكنك أن تراقبي وأن تشرفي وتدعمي وتقترحي لكن الأهل الحكماء يعرفون متى يتوجب عليهم أن يتراجعوا ويتركوا الطفل يتعلّم من نتائج خياراته الخاص. يتعلّم الصبيان أحياناً من فشلهم أكثر مما يتعلمون من نجاحهم.

عليك أن تتحلي بالواقعية حيال ما تعنيه العلامات وإن كان هذا صعباً في بعض الأحيان، فالعلامات في الصفوف الثانوية مهمة لاسيما في السنة الأخيرة إذا كان ابنك يخطط للالتحاق بالجامعة. لكن ما من أحد يتحقق من نتائج الصف الثالث عندما يتقدّم المرء بطلب للعمل في مكان ما. العلامات هي مجرد وسيلة لقياس التقدّم وليست وسيلة لقياس قيمة ابنك أو قدراته. لا تصابي بالذعر أو تبالغي في رد فعلك إذا ما عاد ابنك مع نتائج مخيبة للأمل في امتحان ما بل اعملي معه ومع مدرسه على تحديد المشاكل وايجاد الحلول.

التفكير بشكل إيجابي
premium freepik license
وضع خطة أكاديمية

اعملي مع ابنك على وضع خطة للواجبات المدرسية، فما من طريقة وحيدة صحيحة لمقاربة الواجبات المدرسية. اجلسي مع ابنك واتفقي معه على خطة تناسبكما معاً. قد تتفقان على انجاز الواجبات المدرسية فور العودة من المدرسة أو ربما ستقرران أنه يحتاج بعض الوقت كي يرتاح بعد ساعات الدراسة في الصف وأنه سينهي واجباته قبل العشاء مباشرة أو بعده. ثمة الكثير من الخطط الممكنة طالما أنكما تناقشانها معاً وتصلان إلى اتفاق. إذا كان لديكما روتين صباحي فاحرصي على أن يكون ترتيب الفروض المنزلية والكتب جزءاً منه (لا يُحتسب الفرض إذا لم يُسلّم).

الأشياء التي ينبغي تجنّبها

احرصي على ألا تركزي فقط على العلامات والسلوك غير المشجّعة. لاحظي ما هو جيد وما يحتاج إلى تحسين. إذا عاد ابنك إلى المنزل مع أربع تقديرات «جيد» وواحد «لا بأس» فلا تشيري على الفور إلى اللا بأس وتسألي «ما الذي حصل هنا؟». احرصي على أن تظهري تقديرك للعمل الذي يقوم به ابنك وللتقدم الذي يحرزه، فالصبيان المحبطون نادراً ما يبذلون قصارى جهدهم.

وتجنبي أيضاً العقاب و/أو المكافأة على السلوك في المدرسة أو النتائج. يجب أن يتعلم ابنك أن يعمل بجدّ لأن هذا هو التصرّف الصحيح وليس لأنك تدفعين له خمس دولارات لقاء كل علامة ممتاز. تذكري أن العقاب والمكافأة لا ينتجان سوى تغييرات قصيرة الأمد في السلوك وقد يؤديان إلى نتائج مخالفة لتلك المتوخاة، فالتغيير الطويل الأمد يتطلّب تعليماً وتواصلاً وتشجيعاً.

ولعل الأهم عند وضع خطة اكاديمية وتنفيذها هو أن تعتمدي على نقاط القوة وتتنبهي لنقاط الضعف. لا يمكن لكل صبي أن يحقق نتائج ممتازة في كافة المجالات. اسألي ابنك عن أهدافه في المدرسة. لعله سيرى ان نتيجة لا بأس في العلوم نتيجة مقبولة ويعمل على نيل ممتاز في المواضيع التي يحبها فعلاً. إذا حرمته من لعبته الالكترونية المفضّلة حتى يحسّن نتائجه في اللغة الانكليزية فقد تخيّب النتائج أملكما أنتما الاثنين.

القراءة
premium freepik license
مخاطر الثناء
  • رائع… نلت تقدير ممتاز! أنت ذكي جداً!
  • إذا نلت تقدير ممتاز دوماً فسأشتري لك هاتفاً ذكياً جديداً.

أصبح الثناء والمكافأة العنصرين الرئيسيين في التعليم في أميركا وبالتالي في حياة الأميركيين العائلية. يثني الأهل والأساتذة على الأولاد لأنهم يعتقدون أن هذا الثناء يزيد من احترامهم لذاتهم ويعزز قدراتهم على التعلّم… إلا أنّ العكس هو الصحيح على ما يبدو.

أجرت كارول دويك، وهي أستاذة علم النفس التطوري في جامعة ستانفورد وكاتبة Mindset: The New Psychology of Success ، بحثاً على مئات الأطفال الذين يأتون من خلفيات متنوعة ويتمتعون بقدرات مختلفة. تم الثناء على بعض الأطفال لذكائهم فيما تم تشجيع البعض الآخر للجهد الذي يبذلونه والمجازفات التي يجازفونها. وقد اكتشفت دويك أن أداء الأطفال قد يتراجع حين يقال لهم إنهم أذكياء جداً. فقد يقرر الأطفال أحياناً أن قيمتهم مرتبطة بذكائهم وقد يصبحون أقل استعداداً للمجازفة وأكثر ميلاً للغش، ويمكن أن يعتقدوا أيضاً أن الأطفال «الحمقى» فقط يضطرون لأن يدرسوا ويعملوا وقد يستسلمون عند مواجهة أيّ تحدٍ.

يمكنك أن تساندي ابنك بشكل أفضل عندما تعلمينه أن الدماغ هو عضلة كباقي عضلات الجسم وأنه يصبح أقوى بالتمرين والدرس. احترسي من إطلاق الصفات على ابنك (حتى لو ظننت أنه مديح) وشجعي استعداده للعمل ولتجربة أمور جديدة وللتعلّم من الأخطاء والفشل. وتذكّري أن جهوده تعود له وأن فخرك ونجاحك كأم يجب ألا يعتمدا على انجازات ابنك.

اترك رد