ينام أو لا ينام
يعتبر النوم، سواء أثناء الليل أو في موعد القيلولة، من الأمور التي لا يمكن إجبار الطفل عليها لكن هذا لا يمنع الأهل من أن يحاولوا. من منا لم تختبر إحدى تلك الليالي حيث جلّ ما تتمنينه في الحياة هو أن يغط ابنك الحبيب في النوم؟
يتعلّم الصغار بشكل أفضل بفعل التكرار والثبات. اعملي على وضع روتين محدد لأيّ جزء من النهار يشكّل تحدياً لك كوجبات الطعام أو موعد النوم أو مغادرة المنزل في الصباح. ارسمي لابنك صورة للعمل الروتيني اليومي ليس لمكافأته بل كرسم لكيفية ترتيب النشاط. إن معرفة ما هو التالي سيساعد ابنك على أن يتعاون.
ستساعدين ابنك على أن يطور عادات نوم صحية عندما تكتشفين ما يجعله يسترخي وكل طفل هنا يختلف عن الآخر. فالبعض يحب أن تبقي بعض الضوء الخفيف في غرفته فيما يحب البعض الآخر الظلمة. والبعض يحتاج إلى بعض الضجة الخفيفة لئلا يشعر بأنه وحيد فيما يحتاج البعض الآخر لصمت مطبق. ويريد البعض أن يشعر بالدفء فيما يفضّل البعض الآخر الشعور ببعض البرودة. ما من طريقة صحيحة للنوم وما يهم هو أن يشعر ابنك بأنه مرتاح وآمن ومسترخٍ.
بدلاً من أن تحاولي إجبار ابنك على النوم، حاولي أن تساعديه على أن يشعر بالنعاس. يمكن للعبة أو نزهة في الخارج أن تساعده على أن يشعر بالتعب كما يمكن لحمام دافئ أن يساعده على الاسترخاء. أدرجي القصص والأغاني والعناق في روتين موعد النوم. بعدئذ، عندما يستلقي ابنك في سريره، قبليه ودعيه ليغفو. إذا ما نزل من سريره، فأعيديه إليه بلطف وحزم. سيعرف ابنك متى تكونين جادة ومتى لا يمكن التلاعب بمشاعرك عبر الانتحاب أو البكاء.
سؤال ماذا لو كان ابني لا يغفو إلا في سريري؟
لا بأس بأن تناما في السرير معاً عندما يكون ابنك مريضاً أو عند رؤيته لكابوس، لكن عليه في نهاية الأمر أن يتعلّم النوم وحده. أعلميه أنك تريدينه أن ينام في غرفته؛ مارسي روتين موعد النوم هناك وأعيديه إلى غرفته إذا ما تسلل إلى فراشك. قد يتطلّب هذا بعض الوقت لكن كوني لطيفة وحازمة ومثابرة.
يحتاج ابنك للنوم، لكن عندما يكون الصبي الصغير نشيطاً فمن الصعب أن يبطئ بما يكفي من الوقت كي يرتاح. سيساعدك اللطف والحزم والروتين الفاعل على ترسيخ عادات نوم صحية لديه.