لا تظلموا أطفالكم بعادات عصرنا الحالي

0

لا تظلموا أطفالكم:
إنه الصيف والطقس حار جداً. في هذا اليوم الشديد الحرارة ذهبت كاري مع ابنتها الرضيعة التي تبلغ من العمر أربعة اسابيع فقط إلى السوبرماركت للتسوق ولم تكن الأم قد ألبست الرضيعة إلا الحفاظ. دخلت الأم إلى المحل المُكيّف فوضعت ابنتها في عربة المشتريات. ثم قصدت قسم الأطعمة المجلدة فاختارت عدة منتوجات ووضعتها في العربة قرب الطفلة. وعندما انتهت من التسوق خرجت من المحل باتجاه موقف السيارة الذي كان الجو فيه حاراً جداً. تلك الليلة لم تستطع الطفلة النوم لأن أنفها كان محتقناً وكانت محرورة.

لماذا نجد عدداً كبيراً من الأطفال مرضى؟ المعروف أن عدداً كبيراً من الرضع والأطفال اليوم يعانون من الحساسيات والتهابات الأذن كما لم يحدث من قبل. فعلى أجسامهم التكيف مع التغيرات الحرارية علماً أنها ليست ناضجة بالشكل الذي يجعلها تتكيف.

الطفل ليس راشداً

الواقع أن الطفل ليس راشداً صغيراً في السن. في الأزمنة القديمة كانت الجدات تصر على تغطية المواليد الجدد وحمايتهم داخل البيت. لقد جعلتهن غريزة الأمومة يعرفن حاجات الطفل التي تختلف عن حاجات الراشدين. الحقيقة أن الأمهات في هذا العصر لايقدرن غالباً على إبقاء اولادهم داخل المنازل فهن لا يحظين بمساعدة أو دعم أفراد العائلة. إذا أخذنا أطفالنا بعين الاعتبار وحميناهم، جنبناهم الإصابة بالأمراض.


بسبب الجهد الذي نبذله لنكون عصريين، ترانا نتخلى عن عادات الأكل والنوم الروتينية فينتهي بنا الأمر بأن نضعف صحة الطفل الجسدية لأنه بكل بساطة لا يحظى بالقدر الكافي من الطعام والنوم.والطفل الذي لا يأكل ولا ينام جيداًيصبح طفلاً غير سعيد وطفلاً عصبياً، سقيم المزاج، محبطاً.

premium Freepik License

طفل آخر وظلم آخر

إنها التاسعة ليلاً. أليس واقفة في صف طويل أمام صندوق الدفع في المحل. وابنها داني البالغ من العمر سنة واحدة يبكي بأعلى صوته، أخذت الأم قطعة دونتس وأعطتها لابنها فرمى القطعة على الأرض. فحاولت السيدة الواقفة إلى جوار الأم أن تكون لطيفة قائلة: «يا للطفل المسكين! الوقت متأخر جداً. والدفع يستغرق وقتاً طويلاً في هذه الصفوف. ينبغي أن يزيدوا عدد صناديق الدفع». ردت أليس بلا مبالاة: «لا، لا يمكن أن يكون متعباً فقد نام طوال فترة بعد الظهر في السيارة. إنه دوماً في مزاج سيء».


الواقع أن الطفل الذي لا ينام ولا يأكل وفقاً لجدول محدد لا يكون سعيداً مرتاحاً. فجسمه مجبر على السعي دائماً إلى إعادة التكيف مع التغييرات، الأمر الذي يسبب له ضغطاً نفسياً شديداً. فعندما لا يعرف أبداً متى سيأكل يصبح متقلب المزاج. فالدعم والأمن اللذين يؤمنهما له الروتين اليومي غير متوفر له وليس جزءاً من حياته. وعندئذ يطلقون على الطفل صفة النكد وسوء المزاج فيما الواقع أنه بكل بساطة مضغوط نفسياً إلى أقصى حد. ولكن عندما تنهض الأم وتؤمن له، بدون عجلة، روتيناً يومياً فيما يتعلق بأكله ونومه يصبح هذا الطفل ملاكاً. سيكون الأهل فعلياً ممنونين شاكرين لهذا التغير عند أولادهم، وسيدركون أن الجهد الذي يبذلونه لإرساء الروتين اليومي هو شيء ضئيل مقارنة مع الفوائد التي سيجنونها. الطفل الذي يتغذى جيداً ويرتاح جيداً هو طفل سعيد ومستريح

أسئلة نفكر فيها

هل طفلي سيء المزاج، سريع الغضب، أو متعب؟ هل تشعرين أنه متوتر؟ كيف لي أن أساعده كي يصبح أهدأ حالاً؟ وهل لدى طفلي روتين معين لأكله ونومه؟ و يعاني من مشاكل على صعيد الأكل والنوم؟

هل لديه وقت كاف للعب؟ هل يقوم بأنشطة عديدة؟ أي نشاط من هذه الأنشطة يمكن أن يستغني عنه؟

موقع التربية الذكية يشكر لكم قراءتكم مقالة: لا تظلموا أطفالكم بعادات عصرنا الحالي

اترك رد