كيف تنمين المهارات الاجتماعية والمشاركة عند فتياتك من عمر 3 إلى 5 سنوات
المهارات الاجتماعية:
من الأشياء التي تسعد ابنتك في هذا العمر اللّعب مع الأطفال الآخرين. وقد يدهشك الأمر، ولكن على الأطفال أن يتعلّموا كيف يلعبون. قد يكون رفاقهم الأوائل في اللعب بنات وأبناء الجيران أو الأصدقاء، أو رفاق الصفّ من الحضانة أو الروضة. وإذا كانت ابنتك تُسرّ باللعب مع واحد أو اثنين منهم بشكل خاص، امنحيها فرصة لكي تعرض عليهما ألعابها وتتفاعل مع أصدقائها قدر ما تستطيعين. فقد أصبحت اليوم في عمر تحتاج للعب مع أطفال آخرين، بحيث تتعلّم أن تشارك.
اللغة واللعب
المهارات الاجتماعية هي من الأمور العديدة التي على الأطفال تعلّمها، وإذا حاولت يوماً تشجيع أطفال في الثالثة أو الرابعة من العمر على المشاركة في ألعابهم ومقتنياتهم، فلا بد أنك تعلمين مدى صعوبة الأمر. في بعض الأحيان ينبغي على الأطفال أن يتعلّموا كيف يتّفقون مع الآخرين ويكتسبون إحساساً بما يشعر به الآخرون وبما يفكّرون به. تتطلّب هذه العملية بعض الوقت والكثير من الصبر والتدريب من طرف الأهل.
وقائع
في ثلاثينيات القرن التاسع عشر أنشأ فريدريك فروبل (1782 ـ 1852) أوّل روضة أطفال. وكان يعتقد أن للأطفال حاجات وقدرات فريدة، ممّا دفعه لتأسيس نظام تربوي يرتكز على هذا الاعتقاد. ويُعزى إلى فروبل فضل اكتشاف الأهمية الكبرى للأنشطة في تعلّم الطفل.
يشترك الأطفال الصغار في ما يُعرف «باللعب المتوازي». ويعني هذا أنهم يميلون إلى الجلوس معاً، فيما يلعب كل منهم بمفرده. إنهم موجودون في الحيّز نفسه، ويلعبون، لكنّهم لا يلعبون معاً. في ما بعد، يبدأ الطفل بملاحظة غيره من الأطفال وبالتعبير عن الفضول حيالهم. وتستكشف الفتاة الصغيرة على الأرجح الطفل الذي تعرّفت إليه حديثاً بلمسه أو لكزه أو بالإمساك بإحدى الألعاب لرؤية ردّ فعله.
وليس من المستغرب أن تميل العلاقات الاجتماعية إلى النجاح أكثر عندما يكون الطفل قد تعلّم استخدام الكلمات. ويساعد في ذلك أيضاً امتلاك الطفل لبعض المهارات العاطفية وتمكّنه من قراءة الوجوه ولغة الجسد ليفهم ما إذا كان بإمكانه الاقتراب من شخص جديد والتوجّه إليه بالكلام. وقد لاحظت عدّة دراسات أن الفتيات أكثر تعاوناً من الفتيان في اللعب؛ يتحدثن ويضعن قواعد معاً حول مجرى اللعبة. أمّا الفتيان فغالباً ما يشكّلون مجموعات لكل منها قائد، ويكون النشاط المختار عادةً جسديّاً.
سوف تحتاج ابنتك للوقت والفرصة للتمرّن على مهاراتها الاجتماعية، فاحرصي على إتاحة الفرص اللازمة لها لتكون مع أطفال من عمرها. وعندما تظهر المشاكل (وستظهر بالتأكيد) لا تعاقبيها أو توبّخيها، بل خذي وقتك لمعرفة ما الذي حدث وما سببه وما الذي يمكن لابنتك فعله في المرّة القادمة للحصول على نتائج أفضل، وذلك بالتحدّث معها وسبر هذه المسائل معاً. يمكن أن يساعد الأهل في تطوير المهارات الاجتماعية عبر تدريب الأطفال مع أصدقائهم بدلاً من التدخّل بينهم.
تعلّم المشاركة
إنَّ تعلّم المشاركة أمر مهمّ لأنه بدءاً من الولادة، يركّز الأطفال على ذواتهم ويطوّرون رغبة شديدة في امتلاك الأشياء. فكلّما رأوا شيئاً جديداً، يريدون الحصول عليه، مهما يكن عدد الحيوانات المحشوة التي يملكونها. وبدءاً من عمر السنتين وصاعداً، يرون العالم من منطلق الملكيّة الشخصيّة.
يتكلّمون عن «بيتي» (حيث تعيش الأسرة)، و«حوض سباحتي» (حيث تأخذين ابنتك الصغيرة لتلعب في الماء). بالنسبة إلى الفتاة الصغيرة، سريرها وغرفتها وألعابها هي أشياء ذات أهمية كبيرة جداً. ترى هذه الأشياء من منطلق نفسها، وغالباً ما تمرّ تعابير مثل «لي» و«خاصتي» في حديثها.
لا تعرف الفتيات الصغيرات تلقائياً كيف يتشاركن مع الآخرين ولكن يمكنهن التعلّم بسرعة إذا شرحت بعض القواعد الأساسية لابنتك ورفيقاتها في اللّعب وطبّقتها على الدوام.
في ما يلي بعض قواعد المشاركة التي يشرحها العديد من الأهل لأطفالهم وزوّارهم الصغار:
لا تأخذ لعبة طفل آخر إلاّ إذا حصلت على الإذن أوّلاً. اطلب الإذن كل مرّة تأتي إلى منزل صديقك ولا تفترض أن الأذن الذي تحصل عليه مرّة يدوم لأكثر من زيارة واحدة.
بدلاً من الرفض عندما يطلب منك طفل آخر اللعب بألعابك، أعطه بعض الأمل. قل شيئاً من مثل «يمكنك أن تلعب به في ما بعد»، أو «بعد خمس دقائق» (فيما تضبط الماما ساعة التوقيت في المطبخ)، أو «طبعاً، إذا تركتني ألعب بلعبتك».
عامل الآخرين كما تريدهم أن يعاملوك وينطبق هذا أيضاً على ممتلكاتهم. إذا كسرت شيئاً لهم، عليك أن تعرض عليهم أن تعوّضه بشيء آخر. والمبدأ نفسه ينطبق عليهم.
بدّل القواعد مع تبدّل أوضاع اللعب. الأمر الأساسي هو تعليم الطفل احترام الأطفال الآخرين ومعاملتهم مثلما يحب أن يُعامَل هو.
تنبيه
تكتسب بعض الفتيات موقفاً متعالياً منذ سن مبكر وهو موقف يعكس غالباً نظرة أخوتها وأخواتها الأكبر سناً أو والديها،
فيقرّرن أنهن «أهمّ» من أن يصادقن فتيات صغيرات أخريات معيّنات. قولي لابنتك الصغيرة إن بعض رفيقاتها في اللّعب سيتصرّفن على هذا النحو وإن عليها أن تشعر بالحزن عليهن لأنهنّ مخطئات ومضلَّلات.
من المفيد أن يتّفق جميع الأهل على قواعد المشاركة. ولكن حتّى وإن لم يفعلوا، يمكنك مع ذلك إعلام أصدقاء ابنتك الصغيرة أن في منزلك هناك قواعد للعب في ما بينهم، في الداخل وفي الخارج على السواء.
ينبغي على الأطفال أن يتعلّموا انتظار دورهم عند الأراجيح وعند ضرب الكرة. ولكنّه مشهد جميل حقّاً أن تري ابنتك الصغيرة وثلاثة، أربعة أو خمسة أطفال آخرين يلعبون جميعاً بسلام وبكثير من الخيال والإبداع.