يمتلك طفلكما عينا والدته الخضراوان وشعر أبيه البني. مظهر طفلكم ينتج دون شك عن الخلفية الجينية للوالدين، ولكنه ينتج أيضاً عن الصدف أحياناً.
هل تنتظرون طفلاً وتتساءلون ما لون عينيه؟ من الناحية الإحصائية، من المرجح إلى حد كبير أن تكون عيناه بنيتي اللون، لأنه اللون الأكثر شيوعاً في العالم. مما يعني أن الوراثة هي بالطبع التي تحدد لون العينين. كان الناس يعتقدون منذ فترة طويلة أنها مسألة بسيطة تتعلق بالجينات المهيمنة أو الجينات المتنحية بحيث أن اللون البني يسود على اللون الأزرق. وبالتالي كان هناك اعتقاد سائد بانه ولكي يكون للطفل عينان زرقاوان، يجب أن يكون قد تلقى جينين زرقاوين من والديه (أحدهما من والده والآخر من أمه). وأن جين أزرق وآخر بني أو جينان بنيان ينتجان عيون بنية اللون. ومع ذلك، كشفت أحدث الأبحاث والدراسات أن الواقع أكثر تعقيداً.
يمكن لبعض السمات الوراثية (مثل البشرة الداكنة والعيون الزرقاء) تخطي جيل واحد أو أكثر من جيل.
في الواقع، يعتمد لون العينين على عدة جينات، بعضها له متغيرات. كما أن مزيج من المتغيرات وتفاعل الجينات فيما بينها هما ما يحدد اللون.
لهذا السبب هناك عيون ذات ظلال مختلفة:
بني مائل إلى الأخضر، والبني العسلي، والبني القريب إلى الأسود، والرمادي، والأزرق-الرمادي، وما إلى ذلك. لذلك، وعلى الرغم من أن حدوث ذلك نادر، فقد يحصل أن ينجب والدان بعينين زرقاوين طفلاً عيناه بنيتا اللون. لذلك من المستحيل التنبؤ بشكلٍ دقيق ومؤكد بلون عيني الطفل الذي لم يولد بعد. متغير واحد في الجينات قد يؤدي إلى تغيير اللون!
كما يمكن تفسير العديد من الخصائص الفيزيائية عبر الجمع بين عدة جينات. كلون البشرة مثلاً. إذا كان أحد الوالدين أبيض والآخر أسود، يمكن أن يختلف لون بشرة طفلهما بين عدة درجات، من الأفتح إلى الأكثر دكانةً. فيما يتعلق بالطول فهو خاصية أخرى تعتمد على العديد من الجينات وحتى على بعض العوامل البيئية مثل النظام الغذائي. أما عن لون الشعر فهو ناتج أيضاً عن جمع أكثر من جين واحد. هناك عدد لا نهائي من تدرجات الألوان المحتملة، لكن جينات الشعر الداكن (البني ، الأسود) غالباً ما تسود على جينات الشعر الأشقر أو الأحمر.
باختصار، لا يمكننا مطلقاً أن نعرف كيف سيبدو طفلنا بشكلٍ مسبق. ما هو مؤكد هو أنه فريد من نوعه وربما على الأرجح الأجمل في العالم … على الأقل في عيونكم!