طفلة قديرة
في سبيل أن تصبح ابنتك مواطنة مسؤولة، عليك أن تبدأي بتدريبها منذ الآن. ما إن تصبح في الثانية أو الثالثة من عمرها، اجعليها تقوم بأعمال بسيطة في البيت. يمكنها التقاط ألعابها عن الأرض وترتيبها، أخذ مناشف نظيفة إلى الحمّام، أو وضع الحاجيات على الرفوف المنخفضة. وكلّما زاد سنّها، يمكن أن تزيد مساهمتها بالقيام بالمزيد من الأعمال المنزلية، وكلما زادت مساهمتها في بيتها وفي أسرتها، أصبحت مواطنة أفضل.
المسؤولية تجاه البيت والأسرة
من أجل أن تصبح ابنتك مواطنة مسؤولة وطفلة قديرة، اجعليها مشاركة كاملة في كل شيء: لا تسمحي لها فقط بأن تشارك في امتيازات البيت والأسرة ولكن اسمحي لها أيضاً بالمشاركة في الواجبات التي يتطلّبها البيت. من خلال عدم إبعادها عن المتع والآلام التي تأتي مع إدارة الأسرة والبيت، تنمّي قدرتها على المشاركة في العمل عند الحاجة.
زيدي مسؤولياتها
إن لم تسمحي لابنتك بالإسهام في إدارة البيت، فستشعر أنها بلا جدوى. وإذا كان من المنتظر منها فقط أن تأكل الطعام وتلبس الثياب النظيفة من دون أن تساعد في تحضير الطعام أو تنظيف الثياب، فلن تشعر أنها منتجة. وشعورها بعدم الإنتاجية سيجرحها ، فلماذا تسعى إلى أن تصبح أكثر مسؤولية عندما لا أحد يتوقع منها ذلك؟
يمكن أن يكون العمل مسليّاً
بعد يوم طويل في المدرسة، حيث يحظى ذهن ابنتك بالتمرين، يحتاج جسمها أيضاً إلى التدريب. وتؤدّي مشاهدة التلفزيون أو اللعب بألعاب الفيديو إلى ذهنية تميل إلى الكسل وإلى أسلوب حياة خامل، وهو أمر لا تريدينه لابنتك. يحتاج جسمها إلى فترات متكرّرة من الحركة كل يوم أو تتراكم السعرات الحرارية.
وتميل اليوم الفتيات في السن السابق للمراهقة وفي سن المراهقة إلى أن يكنّ أثقل وزناً ممّا في الماضي، لذا فإن دفعها للتحرّك أمر أساسي.
وقائع
وجدت دراسة أجريت في أميركا في العام 2005 أن الطلاّب من السنة الثالثة إلى السنة الخامسة يصرفون في المعدّل ست ساعات ونصف الساعة في اليوم تقريباً في مشاهدة التلفزيون وأفلام الفيديو، الاستماع إلى الموسيقى، اللعب بألعاب الفيديو، واستخدام الكمبيوتر.
من الضروري طبعاً أن تحظى ابنتك التي هي في طور النمو بوقت للرّاحة، لكنّ القيام بأعمال منزلية روتينية يمكن أن يشكّل نشاطاً يجمع بين العمل والتسلية. يمكن أن تنجز ابنتك مهمّاتها في ترتيب المنزل وتنظيفه أثناء استماعها للراديو أو الـ IPod، وهي تدندن بينما تملأ غسّالة الصحون أو تفرغها. دعيها تنظّم لائحة الأعمال التي عليها إنجازها كيفما ارتأت، شرط أن تتمّ العمل.
ومن حسنات تحمّلها بعض الأعمال في سن مبكرة أن ذلك يخفّف قليلاً حملك. إذا كنت تقومين بجميع الأعمال المنزلية فستشعرين بالاستياء. قد يظنّ الأهل الذين يتصرّفون كالشهداء أنهم قديسون في حين أنهم يخفقون في الحقيقة بالقيام بما يترتّب على الأهل القيام به: تربية طفل يشجَّع دائماً للقيام بأفضل ما يمكن، ليس فقط في المدرسة ولكن أيضاً في البيت. تريدين دون ريب أن تؤدّي ابنتك نصيبها من العمل.