الولد الذي ينمو في عائلة مفككة: ما هي النتائج في سن الرشد؟
ما من طفولة مثاليّة. لكن أن تترعرع وتكبر ضمن عائلة مفككة من شأنه أن يخلّف جروحاً عميقة تترك أثاراً وتبعات طيلة حياتك. لكن كيف تعرف أنك نشأت ضمن عائلة مفككة؟
يكبر الولد في هذه الحالة في منزل غير مستقرّ ومليء بالخلافات والنزاعات. وتشهد الأسرة بشكل عام سوء معاملة واهمالاً وادماناً على المخدرات أو الكحول. وغالباً ما نجد خليطاً من هذه الأشياء يؤثّر للأسف في حياة الولد اليوميّة.
يمكن لعائلة ما أن تجد صعوبة في الاستقرار في منزل ثابت بسبب مشاكل الإدمان والمشاكل مع العدالة. ويمكن أن يعاني أحد الوالدين في عائلة أخرى من اضطراب عقلي يمنعه من العمل ويجعله يلجأ إلى نشاطات غير مشروعة كي يعيل الأسرة. يمكننا أن نذكر سيناريوهات عديدة إلا أنّ مظاهر الخلل هذه تترك أثراً درامياً على الطفل الذي يعتمد على والديه بالكامل.
1- الشعور بالخزي والعار
تترك النشأة في خضم الفوضى جرحاً. ويتعلّم الكثير من الأولاد للأسف أن يحموا أهاليهم ويدافعوا عنهم وعن أفعالهم. ستلاحظون حتى في سن الرشد أنكم ما زلتم تساندونهم. لا يتحدّث العديد من الأشخاص الذين نشأوا في عائلة مفككة عن طفولتهم لأنها جرح مؤلم جداً يصعب عليهم حمله.
2- كبت المشاعر
عندما تكبرون في عائلة مفككة، تحتفظون بمشاعركم لأنفسكم. والطفل الذي يحافظ على سكونه ويلتزم الصمت أمام المعتدي ينجو بجلده أكثر من الطفل الذي يواجهه.
يتعلّم الأولاد سريعاً أنّ عليهم أن يكبتوا مشاعرهم وانفعالاتهم لئلا يتعرضوا للكثير من سوء المعاملة. يمكن أن يحتاجوا إلى سنوات عديدة من العلاج النفسي والعمل على الذات كي يتعلموا كيف يكسرون هذه الحلقة المفرغة.
3- معالجة الذات باللجوء إلى المخدرات والكحول
أنتم نتاج تربيتكم. لا يعرف الكثير من الأشخاص كيف يتعاملون مع ما عاشوه في الماضي فيحاولون أن يعالجوا أنفسهم بأنفسهم. لكن الألم لا يختفي إلا بشكل مؤقّت وستجدون أنفسكم في مواجهة الحقيقة في نهاية الأمر.
4- سوء إدارة مالية
لا يتعلّم الكثيرون ممن كبروا في بيئة مضطربة وغير مستقرة كيف يديرون مالهم بشكل فعّال لأنّ أهاليهم لم يقدّموا لهم يوماً المثل الصالح. يفتقر الكثير من هذه العائلات إلى الاستقرار المالي بحيث لا يتعلّم الولد أبداً أهمية ألا ينفق كل ما لديه من مال على مشتريات غير ضرورية من دون التفكير في الغد.
5- صورة سيئة عن الذات
يمكن لصورة الشخص عن نفسه أن تتدمّر بشكل خطير عندما يكبر في عائلة مفككة. ويمكن للصدمات التي عاشها الشخص في طفولته والجروح التي يحملها منها أن تكبح سعادته حتى لو كبر وارتبط بعلاقات صحيّة وسليمة.
إنّ العيش مع شخص كبر في بيئة مضطربة وغير مستقرة يمكن أن يشكّل تحدياً حقيقياً. فسيحتاج هذا الشخص إلى الطمأنة والمساندة والدعم باستمرار كي يشعر بأنه مهم وجدير بأن يُحبّ. قد يتطلّب الأمر سنوات من العلاج النفسي ومن المساعدة كالاحتفاظ بدفتر يوميات ومن ضخّ الأفكار الايجابية لمساعدته في التغلّب على تربيّته المليئة بالخلل.