3 خطوات لتتوقفوا عن تسلية طفلكم وجعله يلعب وحده
تسلية الطفل: إنه فخّ محاولة تسلية الطفل دائماً. فهو فخُّ يسهل وقوع الأهل المولعين بصغارهم فيه، خصوصاً مع ابنهم الأول. كنت سأقع في هذا الفخ بنفسي لو لم يرسل لي طفلي رسالة عميقة ومحورية في أول فصل حضرناه لتوجيه الأهل والرضع معًا.
في أول ثلاثة أشهر من حياة ابني، كنت أسلّيه بلا توقف، ظنّاً مني أنه من واجبي أن ألاعبه في كل لحظة يكون فيها مستيقظاً، بينما لم يكن يبدو عليه أية تعابير على وجهه (وهو ما ظننته طبيعياً). ولكن بعد اتباع اقتراح مدربتي، وضعته على ظهره على بطانية على الأرض… وهنا كانت الصدمة، استلقى حيث وضعته بشكل مثالي لمدة ساعتين من وقت الصف.
كانت رسالة طفلي بكامل الوضوح: أمي أرجوك توقفي عن إبقاء عقلي منشغلاً للغاية. أحتاج بعض الوقت لأفكّر.
إليكم هذه الخطوات المهمة لتحرير أطفالكم (وأنفسنا) من الاتكال عليكم في اللعب والتسلية:
1- تعلّموا طريقة للّعب مع طفلكم دون التدخل كثيراً
حقيقة غير معروفة: عندما نجلس بهدوء وبدون تدخل، ونكون متقبّلين ويقظين في نفس الوقت، فعندها سيشعرون برعايتنا تماماً كما لو كنا نتدخل (أو حتى أكثر). إنها تجربة مطمئنة لأطفالنا فهم سيشعرون باهتمامنا بدون الحاجة إلى طلبه أو السعي إليه. فبذلك يكون تقديرنا لهم واضحاً دون أن نتفوه بأي كلمة مديح.
عندما يلعب البالغون مع الأطفال بالأساليب التقليدية، غالباُ ما ينتهي بنا الأمر إلى توجيههم أو فرض سيطرتنا أو على الأقل إلى تغيير مسار اللعب بشكلٍ ما. ونحن نميل إلى أن نعوّد أطفالنا على تدخلاتنا، الأمر الذي يجعل انتقالهم إلى مرحلة اللعب بمفردهم غريبةً وأكثر صعوبة.
إن التعلم أن نكون “داعمين” للعب وليس شركاء فيه يتطلب الممارسة والمراقبة الحذرة والانفتاح والتقبل والأهم من ذلك ضبط النفس (خصوصاً للذين يميلون للتدخل بدلاً من المشاهدة). ولكن بمجرد أن نمتلك زمام الأمور، ستكون التجربة مريحة ومرضية بشكل لا يصدق.
متى وكيف يجب أن نتجاوب حتى لا نقاطع لعب الطفل المنفرد؟
نحن ببساطة نستخلص تلميحاتٍ من أطفالنا، واثقين من أنهم ينتظرون ردة فعلنا، وهو ما يفعلونه عادةً من خلال النظر إلينا أو التعبير عن أنفسهم شفهيًا. ثم نرد بالتعليق بإيجاز.
فلنفترض أن طفلنا يرصف المكعبات فوق بعضها البعض ووقعت المكعبات. من الأفضل ألا نتفوه بأي كلمة او حتى نفترض بأن هناك مشكلة إذا كان لا ينظر باتجاهنا. ولكن إذا نظر إلينا أو لعلّنا سمعناه يتأوّه، عندها يمكننا أن نعلّق: “رأيت ما حدث. عندما كنت تحاول وضع المكعب الأحمر في الأعلى، وقع المكعبان الأخضر والأزرق.”
2. ضعوا الضوابط بكل ثقة وصراحة واحترام
“أشعر وكأنني أتبع أسلوب الحب الصارم، حيث انني أفرض وقت “اللعب المستقل” كل يوم حتى يتعلم كيف يلعب بمفرده في النهاية.”
إذا كان من الممكن فرض اللعب المنفرد، وهو من غير الممكن أصلاً، لكان ذلك من شأنه أن يضيّع الغاية كلها. اللعب ليس لعباً إذا لم يكن خياراً. ولكن الأمر متروك لنا للتخلي عن اتخاذ دور المسؤول عن الترفيه، وإنجاز عملنا الشخصي، وما إلى ذلك، وأنا بالتأكيد لا أرى ذلك على أنه “حب صارم”. فالطفل الذي ينتحب: “ماما العبي معي، ماما متى يمكنك اللعب” يقوم بواجبه فقط، بحيث أنه يسعى للحصول على إجابة مباشرة منا ليعرف حدودنا. وفي المقابل يكون دورنا هو:
كونوا واضحين – أظهروا الثقة بالنفس: “سأنجز بعض الأمور في المطبخ” (تذكروا، لا يمكن لأطفالنا أن يشعروا بالراحة عند الانفصال عنا إلا إذا كنا أنفسنا مرتاحين لذلك”.
اعرضوا عليه خيارات إذا أمكن: “هل ترغب في مساعدتي في تقشير الذرة أم ستلعب في غرفتك؟”
اعترفوا بمشاعركم ورغباتكم: “حسناً أنا أعلم أنك تريدني أن ألعب معك. وأنا أرى كيف أنك تشعر بخيبة أمل. يمكننا اللعب بعد العشاء.”
خصصوا أوقاتاً روتينية للّعب حتى يسهل تقبّل طفلكم للانفصال.
قدّموا لطفلكم مساحة آمنة للّعب يتوفّر فيها ألعاب أو أشياء تسمح للطفل باستعمال خياله وابداعه للّعب بها بطريقته الخاصة.
3. شجّعوا اللّعب الذي يشغّل العقل بقدر الإمكان
كلما كان وقت اللّعب الذي يقضيه الطفل بدون تشغيل عقله أكثر، كلما كان أقل ارتياحاً عند اللّعب بمفرده. لذا…
تجنبوا السماح للطفل باستعمال الأجهزة الالكترونية بقدر الإمكان
اعرضوا عليه ألعاباً وأشياء بسيطة تسمح للعبه بأن يكون أكثر ابداعاً وحركةً
بدلاً من عرض نشاطات لعب محددة عليه، انتظروا الطفل ليخترع ألعابه الخاصة
لا تقلقوا من الملل
اعتبروا كل ما يختار فعله الطفل (أو ما لا يفعله) “كافيًا”تذكروا هذه القواعد التربوية الذهبية:
كلما تدخلنا أكثر أو كلما كانت الألعاب لا تتطلب مجهوداً للّعب بها:
قل المجهود الذي يبذله طفلنا
ظنّ طفلنا أنه بحاجة إلينا (أو لألعابه) لبذل المجهود عنه
شعر بأنه أقل ثقةً وقدرة ًوإبداعًا ورضى