أمور ليتني عرفتها قبل الزواج
قبل الزواج: أمور وددت فعلاً لو عرفتها قبل أن أتزوّج.
1- الزواج هو الخطوة الكبرى
أن تعيشا معاً كزوجين أمر مختلف تماماً عن فترة الخطوبة حتى وإن استمرّت لسنوات. وأنا لا أتحدّث هنا عن الفوائد القانونيّة والماليّة للزواج فقط بل ثمة فارق حقيقي على المستوى النفسيّ.
عرفنا أنا وزوجي بعضنا البعض قبل 6 سنوات من زواجنا، ما يعني أنه لم يبق الكثير من الأمور الخفيّة التي يمكن اكتشافها بعد الزواج.
لكن ثمة ما يجعل هذا الارتباط أقوى في نظرنا وفي نظر المحيطين بنا. لعلها الأشهر الطويلة التي قضيناها في التحضير لهذا الزواج (والأموال الكثيرة التي أنفقناها).
أو لعله علمنا أنّ الطلاق مسألة معقّدة (ومكلفة).
ما إن نتزوّج حتى ندخل إلى حياة جديدة: إنها نقطة اللاعودة. وكأن الأمور كلها تتسارع من حولنا. قبل الزواج، كان الأهل والأصدقاء يسألونكِ بشكل مستمر ومزعج متى ستتزوجان.
وبعد الزواج، سينتقلون سريعاً إلى سؤال آخر: “إذن، متى ستنجبان طفلكما الأول؟” وعندما ترزقان بهذا الطفل، سيسألونكما متى ستزيّنان حياتكما بأخٍ أو أخت له.
يبدو الكل على عجلة من أمره!
اعلمي أنك حتى وإن كنت مستعدة فعلاً للزواج، ستستيقظين في بعض الأيام وتنظرين من حولك وتقولين: “آه يا إلهي، لقد تزوّجت… وإلى الأبد.”
وسأطمئنك على الفور إلى أنّ رد الفعل هذا طبيعيّ تماماً! فالزواج ارتباط مهم جداً بحيث أنه يسبب الدوار في بعض الأحيان…
2- الزواج من شخص ما هو الزواج من عائلته (كلها) أيضاً
لعلك سمعت من قبل هذا الخطاب من الأهل يوم زفاف ابنتهم: “اليوم، سيقول البعض إننا خسرنا ابنة لكننا في الواقع كسبنا صهراً.”
هذا كله كلام عاطفي وحساس… لكن ثمة ما ينبغي أن تعرفيه: هذه العواطف الجميلة والجيّاشة تسري في الاتجاهين.
نعم! كما حصل حمواك على كنّة (زوجة ابن) جديدة، حصلت أنت على عائلة جديدة! وما يترافق معها بالتأكيد: الواجبات والصعوبات والضغط النفسي والتوتر… ودعينا لا ننس النواحي الإيجابية بالطبع.
لعلك اليوم تتفقين تماماً مع عائلة زوجك المستقبلي؟ وماذا سيحصل بعد زواجكما؟ يمكن لهذه العائلة أن تحوّل حياتك إلى جحيم!
في الواقع، ما إن يدرك حمواك أنك ارتبطت بابنهما مدى الحياة حتى يعتبرانك واحدة منهم.
سأعطيك مثلاً: أنا شخص متكتّم ومتحفّظ وأحب الخصوصيّة وأحتاج إلى الحميمية… لكن عائلة زوجي تضمّ الكثير من الأشخاص المنفتحين الذين يفرضون أنفسهم كثيراً… والذين لا يفهمون نظرتي إلى الأمور.
تسببت هذه الاختلافات بالكثير من الصعوبات لي ولزوجي على مدى سنوات، في حين أنه ما كان ينبغي لها أن تفعل ذلك في الواقع…
واعترف بأني وددت لو وجدت مقالاً كهذا ليرشدني ويطلعني على حقيقة الأمور.
لكني كنت محظوظة لأنّ زوجي يفهمني جيداً وقد عرف كيف يلعب دور الوسيط عند الحاجة. وهذا الحظّ ليس متوفراً للجميع.
عرفت الكثير من الأزواج الذين وصلوا إلى مرحلة الطلاق بسبب الخلافات مع عائلة الزوج، في حين أنه لم يكن هناك أيّ خلاف بين الزوجين نفسيهما.
هذا جنون! هذا ما أنصح به الفتاة المقبلة على الزواج:
تخيّلي عائلة زوج المستقبل في أسوأ أحوالها واطرحي على نفسك هذا السؤال: هل من الممكن أن أحتملهم من دون أن يؤثّر ذلك سلباً على زواجنا؟