زوجي لا يساعدني
شهادة آن صوفي: “توقّفت عن العمل مع ولادة ابني الثاني كي “أرى أولادي يكبرون”. لكن البقاء في المنزل، والشعور بأني أفعل كل يوم الشيء نفسه، والابتعاد عن الحياة الاجتماعية، أمر صعب… وبما أني لا “أعمل”، أصبحت أفعل كل شيء: الولدان، النشاطات، التسوّق، تنظيف المنزل، الطهو وحتى التصليحات واعمال الصيانة والعناية بالحديقة! أصبح زوجي يساعدني أقل من ذي قبل. لست نادمة على هذا الخيار لكني أنزعج عندما أسمع الناس يقولون “أنت لا تفعلين شيئاً طيلة النهار”، “أنت محظوظة، أنت في عطلة دائمة”… أفضّل أن اقول إني أعمل 24/24، عمل يتطلب الانتباه على مدار الساعة! ففي كل لحظة، يحتاجني صغاري. يستحيل أن أدخل إلى الحمام أو أن استحم بسلام. بصراحة، أفضّل في بعض الأيام لو أنني في العمل.”
تحليل الأخصائي النفسيّ
“ألا تعملي خارج المنزل عندما يكون لديك ولدان، لا يعني أنك في إجازة. وهذا ما يعرفه جيداً اولئك الذين يخوضون التجربة. إنهم نادرون لأنّ هذا صعب حقاً! ثمة الكثير من الأهل، من رجال ونساء، الذين يفضّلون أن يخرجوا في الصباح ويعودوا في المساء، لاسيما إن كانت كافة المهام في المنزل تُنجز أثناء غيابهم. زوجك لا يتصرّف معك كما كان يفعل مع أمه؟ هذا تصرّف طفوليّ. ماذا لو تركته وحده لبعض الوقت، لنهاية أسبوع كاملة على سبيل المثال؟ لا يتوجّب عليك أن تتحملي مسؤولية كل شيء بحجة أنك لا تعملين في الخارج. يجب أن تتشاركا، أن توكلي بعض المهام لغيرك، أن تتركيه يعمل وأن تدفعيه للعمل.
يمكنكما أن تجريا الحسابات: راتب مدبرة المنزل، المربيّة، والمساعدات اللواتي سيحتاج إلى الاستعانة بهن إن لم تكوني موجودة. إذن، توقّفي عن الشعور بالذنب وعن تحمّل كافة الأعباء. أنت لم تنجبي أولادك وحدك! افعلي كل ما في وسعك كي تجعلي زوجك يشاركك أعمالك.”
أمٌ منهكة: “ليس لديّ وقت لأهتمّ بنفسي”
“أرغب في أن أرحل بعيداً، وحدي… كم من مرة، وفي مواجهة الأوقات الصعبة، تلفّظت بهذه الجملة؟ في الواقع، ومنذ أصبحت أماً لولدين صغيرين في السن، فهمت ما تعنيه جملة “لم يعد لديّ وقت لنفسي”. ما من مجال للتفاهات والأولوية للفاعلية. تفاجأت ولأول مرة في حياتي حين وجدت نفسي أحلم بأن أترك كل هذا خلفي. لا روابط، لا قيود، لا ضغوط. لكن صوتاً صغيراً في داخلنا يهمس لنا أنّ هذا الحلم مستحيل وأننا سنفتقد عائلتنا في نهاية الأمر.”
تحليل الأخصائي النفسيّ
“تحتاجين لبعض الوقت لنفسك. إنّ حلمك مشروع وتحقيقه أمر طارئ لئلا تتحوّل رغبتك في الفرار، الطبيعية تماماً في وضعك هذا، إلى فراغ داخليّ وإلى اكتئاب. عليك أن تستعيدي ذاتك وأن تتغذي من الحياة. لا يمكن لولديك فقط أن يملآ حياتك كلها، سواء بأفراحهما أو بأحزانهما. إنهما يحتاجان إلى شخصيّتك وأنوثتك وقوّتك وحيويتك كما يحتاجان لرؤيتك تتفاعلين مع العالم. جدي من يساعدك، من يمكنك أن تعتمدي عليه. ما من أم لا يمكن الاستغناء عنها 24/24. يمكن لكل أم أن تأخذ إجازة قصيرة. هذا أمر ضروري. عيشي حياتك كامرأة وكشابة فهذا ضروري لتوازنك كأم ولصحة ولديك وعائلتك أو زواجك.”