تعزيز مهارات النطق:
يُعد الكلام عنصراً أساسياً في تنمية شخصية الطفل. وتؤكد الدراسات أنّ الكلام لا يتم اكتسابه بشكل تلقائي أو أمام الشاشة التي ترافق الطفل طيلة اليوم، كالتلفاز أو الأجهزة اللوحية. يعتمد التطور السليم لقدرة الطفل على التعبير على أوقات التحدّث المميزة التي يتشاركها الطفل مع من حوله.
1 – استخدام الأوقات الروتينية للتحدث مع الطفل عن العالم من حوله:
يحب الطفل هذه الأوقات التي تتكرر (تغيير الحفاظ، وقت الاستحمام ، وجبة الطعام، النزهة)، فهو ينتظرها بسرور ومتعة، لأنه يعلم أنه سيحظى بتواصل مميز مع الشخص الراشد. لهذا السبب يجب أن تصبح هذه اللحظات لحظات تبادل وتواصل صرف مع طفلكم.
2- تعزيز التفاعل والتواصل (لحظات الكلام المميزة) عبر اللعب والحوار:
عبر الانحناء إلى مستوى طفلكم وانطلاقاً مما يقترحه، تدخلون في وضعية “المحادثة” مع الطفل عبر إبداء الاهتمام به. تشكّل عمليات التبادل اللغوي هذه لحظات نوعية مميزة من المتعة والحنان، مما يعزز التطور اللغوي السليم.
3- إثراء مفردات صغارنا باستمرار:
هذه النقطة أساسية حقاً، لأنّ أهمية المخزون اللفظي ستلعب دوراً حاسماً في التعلم عندما يكبر الطفل. تلعب الكتب والقصص والكتب المصورة دوراً مهماً منذ سن مبكرة ولسنوات عديدة. يجب العمل على المفردات على صعيد التعبير وكذلك الفهم.
بالتالي، يمكن للأهل واعتباراً من عمر السنة، أن يسألوا الطفل: “ما هذا؟”. في البداية، لن يجيب الطفل وسيجيب الأهل بدلاً منه. لكن عندما يسأل الأشخاص الذين يرعون الطفل خلال النشاط نفسه “دلّني على الأرنب؟ “، في يوم من الأيام، سوف يجيب الطفل على السؤال الأول ويقول “نب” بدلاً من كلمة أرنب. أما الإشارة بالإصبع إليه فستسبق هذه الخطوة أو تتبعها.
ما عليكم أن تتذكروه دوماً أنه بمجرد أن يكتسب الطفل كلمة، يمكنكم أن تبدأوا بتعريفه على كلمة أخرى. على سبيل المثال، عندما يحفظ الطفل حيوانات المزرعة، ننتقل إلى تعليمه حيوانات الغابة، ومن ثم الحيوانات البرية، يليها الحشرات…
4- تقديم “المثال” الصالح:
لمواكبة الطفل في تطور مهاراته اللغوية بشكل سليم، يجب أن يحرص الأهل على إعادة صياغة الكلمات بشكل صحيح وعدم الاكتفاء بالإشارة إلى أخطاء الطفل. لا يتعلق الأمر بشرح الخطأ للطفل على طريقة المدرّسين، بل بإعادة صياغة الجملة والتأكيد عليها أثناء التحدث بشكل إيجابي. على سبيل المثال: إذا قال الطفل ” ذهب الساح”؟ يصحح أحد الوالدين “هل ذهب التمساح؟ نعم لقد ذهب التمساح”. لا فائدة من أن نقول له: “لا، لا نقول ساح بل تمساح، كرر الكلمة كالتالي: تم-سا-ح!”
أخيراً، يجب أن يحرص الأشخاص الذين يرعون الطفل على ألا يغرقوه بالأسئلة، وألا يصروا عليه كي يكرر الكلمات. كي يتمكن الطفل من التحدث إليكم، يجب أن يحظى بمساحة للتكلم وبوقتٍ كافٍ كي يتمكن من صياغة الكلام، وهذا ما لن يحصل إذا كان الشخص الراشد يستبق كلام الطفل.