التعامل مع المتنمرين: لتتعلّم كيف تواجه المتنمرين، عليك أن تحافظ على هدوئك وأن تفكّر من دون غضب وعصبيّة.
لقد قدم لك الكثيرون نصائح حول كيفية التعامل مع المتنمرين. ولربما قالت لك والدتك ألا تعيرهم أيّ اهتمام وسيدعونك وشأنك، لكنك لا تستطيع اتباع هذه النصيحة.
في الواقع، لم يتركوك وشأنك بل لاحقوك وسخروا منك وتحدّوك حتى شعرت بالغضب وربما بالرغبة في البكاء. وفيما تسبب لك كل إهانة جديدة المزيد من الأذى وتدمّر معنوياتك، تتساءل على أي كوكب نشأت والدتك.
ولعل والدك نصحك بأن تواجههم. ولو اتبعت نصيحته، لأدركت معنى الرعب الحقيقي.
أنت والمتنمر تدوران حول بعضكما البعض في الملعب، وفيما يستمتع خصمك بما يجري، يتزايد خوفك أنت نتيجة تخيل السيناريو الأكثر رعبًا.
أخبركم الناظر بوضوح، وهو أيضًا شخص متسلّط إلى حد ما، أنّ الشجار ممنوع في الملعب. إذا تعاركتما فسيتم طردكما.
إذا ضربك أحدهم، يجب ألا تثأر وتردّ الضربة
لعلك بحثت في المكتبة أو عبر الانترنت عن كتب لتطوير الذات للحصول على إجابات مفيدة وذلك بعد أن أصبحت راشداً. تتضمن هذه الكتب نصائح حول أهمية الحفاظ على الهدوء. وهي تنصح بألا تأخذ غضب المتنمر على محمل شخصي. كن حازماً لكن غير عدائي.
قد تكون هذه نصيحة جيدة، لكن تطبيقها أصعب بكثير من تعليمات تحديد الهوامش على برنامج مايكروسوفت وورد. فكل شخص يقدم نصيحة مختلفة.
كيف تعرف إذًا ما يجب أن تفعله؟
يمكن لكل ما سمعته أن يكون صحيحًا وخاطئًا في الوقت نفسه. فهذه الاستراتيجيات كلها يمكن أن تنجح بحسب الحالة. لكن الاستراتيجيات كلها لا تفلح في كافة الحالات.
وبدلًا من البحث عن نصائح مفصّلة، تذكّر قاعدة واحدة: لن تتغلّب على المتنمر في العراك في الملعب، بل في ذهنك. إذا بقيت تفكّر بشكل منطقي، فستفوز حتى ولو كنت خائفاً.
الأمر الأهم هو ما يجري في عقلك. كل ما عليك فعله هو أن تكسر النمط القديم المسيطر عبر القيام بشيء غير متوقع.
كل ردّ فعل من ردود الفعل الثلاثة التي تمليها مراكز الدماغ الأساسية مقبولة تمامًا بالنسبة إليه إذ يشعر المتنمر بالسعادة حين تواجهه أو تهرب منه أو تتراجع خوفاً.
أما التغلب عليه فيكمن في القيام بشيء غير متوقع يجعل المتنمر يخرج عن نمطه المعتاد والبدائي ويفكر في ما يجري. وهو يكره ذلك لأنه يفسد متعته.