أمور يجب أن تعلموها لأطفالكم قبل بدء الموسم الدراسي
أثناء تقليبي في بيانات هاتفي لاحظت أن هناك تسجيلاً صوتياً مدته نصف ساعة، ربما تم عن طريق الخطأ. فتحته لأعرف محتواه، فوجدتُ أن ابنتي الكبرى كانت تحاول تسجيل صوتها. إلا أن ما سمعته في الخلفية هو ما أثار استغرابي.
كان صوت أحد أبناء الجيران مسجلاً في الخلفية وهو يقول لابنتي الصغرى “أنتِ صغيرة وغبية”. وكانت تدافع عن نفسها وتقول “كلا أنا كبيرة أصبح عمري أربع سنوات. وأمي تقول إنني ذكية جداً”. استمر بمضايقتها واستمرت بتكرار نفس الجملة عدة مرات. كان من الواضح من صوتها أنها تتحدث بثقة وهدوء، وتقول تلك الكلمات وهي تدندن كأنها لا تكترث لكلامه. شعرتُ بفخرٍ شديد، لأن محاولاتي المستمرة لتحصين ابنتي وإحاطتها بالأمان ودعمها نفسياً وزرع الثقة في فؤادها الصغير تكللت بالنجاح.
لكن تذكروا جيداً: معظم الأطفال غير محصنين نفسياً ضد التنمر
أذكر جيداً تلك الفتاة التي كانت تصرخ في ملعب مدرسة ابنتي وهي تطلب من صديقاتها الكف عن الاستهزاء بها وتركها في شأنها. وأذكر عباراتهن التي لا تحمل أدنى حس بالتعاطف والإنسانية “أتظنين أنكِ قوية؟ هيا اذهبي وابكي في زاوية الملعب.. أنتِ لا تستطيعين حتى الدفاع عن نفسك”. لقد أبدت غضبها وانفعالها وتأثرها مما جعلهن يتمادين في حقها أكثر. هذا ما يريده المتنمر، رؤية الضعف في عيون من يؤذيه.
علموا أطفالكم أن التنمر ضعف، والتعاطف مع الغير قوة
اقترب الموسم الدراسي. وجميعنا أصبحنا ندرك أن حالات التنمر في تزايد مستمر، قد يكون طفلكِ أو ابنتكِ أحد المتنمرين. قد يقلدون أصدقاءهم دون دراية لما يفعلون. وقد يكونون أيضاً أحد ضحايا التنمر. اجلسوا مع أطفالكم وتحدثوا معهم عن الحالتين.
أخبروهم أن الطول الزائد أو قصر القامة ليسا نكتة. وأن لون البشرة أو حجم الأنف ليسا مزحة. وأن زميلهم في الصف الذي يعاني من صعوبة في النطق ويتلعثم في الكلام ليس غبياً، بل هو يعاني من صعوبات على الصعيد اللغوي. وأنه ليس من العيب ارتداء نفس الحذاء كل يوم، وليس من اللطيف أن نسخر من صديقنا في حال كانت حقيبته ممزقة أو ملابسه قديمة. وأن حقيبة الظهر القديمة أو المستعملة تؤدي نفس مهام حقيبة الظهر الجديدة.
علموهم أنه لا يحق لهم استبعاد أي شخص لأنه “مختلف” مهما كان نوع اختلافه. لا بل علينا نتقرب من أولئك الأطفال المستبعدين الذين يشعرون بالوحدة ويحتاجون إلى الدعم والتعرف على أصدقاء.
أطلبوا منهم ألا يتفاخروا بأمهم وأبيهم أمام طفل يتيم، ولا بملابسهم الغالية أمام فقير.
حدثوهم عن انواع الاختلاف وعن ضرورة احترام الآخرين وتقبلهم كما هم. وذكروهم أن الخروج من السرب ليس عيباً إن كان اصدقاؤهم يتصرفون بلؤم ولا إنسانية مع أحد الزملاء. فليكن طفلكم ذاك الشخص الذي يتجرأ ويعترض على الخطأ ويمد يده لمساعدة أي شخص مستضعف.
أمور يجب أن تعلموها لأطفالكم قبل بدء الموسم الدراسي
حصنوا أطفالكم ضد التنمر
أكدوا لأطفالكم أن انتقاد الآخرين لهم لن ينتقص من شأنهم شيئاً مهما كان موضوع الانتقاد. وأن عليهم إخباركم إن تعرضوا لأي نوع من المضايقة أو الإزعاج. أما عن موضوع التحصين ضد التنمر فهو يتطلب شرحاً مطولاً. أهم نقاطه ألا تستخفوا بأطفالكم وأن تعززوا ثقتهم بأنفسهم وتخبرونهم باستمرار أنكم هنا لأجلهم حتى لو أخطأوا.
سماح خليفة