الانفصال بين الوالدين : كيف تحضرون أولادكم للانفصال والطلاق ؟
الانفصال بين الوالدين: قررت أنتِ وزوجكِ الانفصال. على الرغم من أن هذا الوضع شائع اليوم إلا أنه لا ينبغي التقليل من شأنه. ففي الواقع، هذا الوضع يمثل بالنسبة لطفلك معاناة يجب أخذها بعين الاعتبار ومن المهم مساعدته في التغلب على هذه المحنة. حاولا تنظيم حياة متوازنة وهادئة له، وتجنبا النزاعات وحافظا على رابط منتظم مع كل منكما، فتساعدانه على استعادة ثقته بنفسه لكي يكمل حياته ويمضي قدماً.
في الواقع، إن أردت التصرف بما يخدم مصلحة طفلك، فيجب أن يكون احترام الآخر والمنطق السليم والإصغاء إلبه في صميم حياتك الجديدة.
قبل الانفصال: التخطيط والتواصل
عند اتخاذ قرار الانفصال، حاولا التخطيط معاً للجوانب العملية، حتى في أدق تفاصيلها. لمساعدة طفلك على أن يشعر، قدر الإمكان، بأنّ الأمور على ما يُرام، ولطمأنته في ما يتعلّق بحياته الجديدة، يجب تحديد كل شيء بوضوح.
اختارا أولاً طريقة إقامته: هل سيتم اعتماد الإقامة بالتناوب، أم أنه سيقيم بشكل أساسي مع أحدكما؟ في حال اتخاذ الخيار الثاني، ما هي الأيام أو عطلات نهاية الأسبوع المخصصة للأم أو الأب الذي لن يقيم معه الطفل بشكل رئيسي؟ وفي حال الإقامة بالتناوب، هل سيكون لطفلكِ غرفة خاصة به في كل منزل؟ في أي مدرسة سيتم تسجيله؟ من سيقلّه إلى المدرسة ومن سيكون المسؤول عن إعادته إلى المنزل؟ كيف ومتى سيتمكّن من التواصل بشكل مباشر مع الوالد الآخر (أي وقت في اليوم هو أكثر ملاءمة للتواصل معه عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو عبر سكايب…؟). ماذا عن المناسبات (عيد ميلاده، الأعياد المختلفة…)؟
كل هذه التفاصيل العمليّة التي ستنظم حياة طفلك مهمة جداً لأنها ستجعله يطمئن. من الأفضل أن تتجنبا قدر الإمكان قلب حباته رأساً على عقب: إذا كانت إمكانية أن يكمل دراسته في المدرسة نفسها متاحة بحيث يبقى مع أصدقائه، فسيسهل هذا تقبّله للتغير الذي يحصل في حياته.
عندما تقرران التحدث معه في الأمر، يُفضل أن تكونا معاً، وأن تكونا هادئين وبعيدين عن أيّ ضغط بسبب ضيق الوقت. اشرحا له ما سيحصل بالتفصيل، وكيف خططتما لتظيم حياتكم. استمعا إليه، وجدا طريقة لطمأنته أولاً إلى أنّ لا ذنب له في انفصالكما. أخبراه أنكما ستحبانه دائماً وستستمران في الاعتناء به جيداً حتى لو قررتما عدم الاستمرار في العيش معاً.
قبل الانفصال بشكل فعلي، قد تتغير تصرفات ابنكما وسلوكياته. إنها فترة حيث النزاعات والخلافات مهمة وتثير اضطرابه. إنها أيضاً فترة انتظار حيث لا يعرف الطفل ما سيحصل. عدم الشعور بالأمان يجعله حذراً. يمكنكما مساعدته عبر إبلاغ طبيبه عن انفصالكما، لأن هذا الأخير سيتمكن من فك شيفرة تصرفات طفلكما وإعطائكما نصائح لمصلحته.