محنة الانفصال: على الرغم من أن الانفصال بين الوالدين مسألة شائعة اليوم إلا أنه لا ينبغي التقليل من شأن آثاره. في الواقع، هذا الوضع يمثل بالنسبة لطفلك معاناة يجب أخذها بعين الاعتبار ومن المهم مساعدته في التغلب على هذه المحنة. حاولا تنظيم حياة متوازنة وهادئة له، وتجنبا النزاعات وحافظا على رابط منتظم مع كل منكما، فتساعدانه على استعادة ثقته بنفسه لكي يكمل حياته ويمضي قدماً.
ماذا بعد الانفصال؟
طمأنة الطفل…
سيحتاج طفلكما إلى بعض الوقت للتكيف مع حياته الجديدة، كما عليكما أيضاً أن تجدا نقاط مرجعيّة جديدة. ويمكن أن يُضاف إلى ذلك الشعور بالذنب، أو المشاكل المالية، أو المسكن أو العمل، مما سيزيد الوضع سوءاً. مع ذلك، من الضروري جداً طمأنة طفلكما. مهما كان هذا الانفصال مؤلماً بالنسبة إليه، إذا شعر أنه محور اهتمامكما، وأنكما تقومان بكل ما في وسعكما كي يشعر بأكبر قدر من الرضا، وكي تبقى علاقته قائمة معكما كوالديه، سيعتاد شيئاً فشيئاً على الوضع الجديد.
من الضروري جداً تجنّب الخلافات والتوصّل إلى توافق كافٍ بشأنه. وحتى لو توفّرت لديك الإرادة اللازمة، لن يكون لديكِ سلطة سوى على الأمور التي تعتمد عليكِ. إذا وقع زوجك في الأفخاخ التي يجب تجنبها (لم يحترم مواعيده والتزاماته على سبيل المثال)، فلا تقعي أنتِ في فخ الانتقاد: عليك أن تساعدي طفلك في تحمل إخلال الآخر بوعوده، وأن تحترمي أنت الالتزامات المتفق عليها، فتساعدين بذلك طفلكِ على التكيف مع حياته الجديدة حيث لا يعيش أبوه وأمه معاً.
يفرض انفصال الزوجين على الطفل أن يعيش بالتناوب مع كل من والديه. يجب أن يترك أحدهما لينتقل للإقامة مع الآخر؛ إن أوقات الانفصال واللقاء هذه مهمة جداً ويجب أن تجري بأهدأ طريقة ممكنة. ولعل الحل المثالي هو اختيار مكان محايد، مساحة حيث يمكنكما تبادل المعلومات التي تتعلق بابنكما، بحيث لا يكون هناك أي انقطاع في حياته. من الأفضل أن تختارا وقتاً لا يكون فيه أياً منكما على عجلة من أمره لأن طفلكما يحتاج إلى وقت لترك مكان والانتقال إلى مكان آخر. احرصا أيضاً على ألا ينسى الأشياء الأساسية التي يستخدمها في حياته اليومية: لحافه، نظارته، حقيبته المدرسية، ألعابه… هكذا ستسهلان عليه التكيف. إذا بدا أن طفلك يعاني من صعوبة في ملاقاة الوالد الآخر، فلا يعود هذا إلى أنه لا يريد الذهاب معه، بل لأنه سيضطر مجدداً إلى الابتعاد عنك.
ما يجب تذكره !
لا تقللي أبداً من شأن المعاناة والمحنة اللتين يمر بهما الطفل، ولا تترددي في استشارة أهل الاختصاص إذا لاحظت تغيّراً في سلوك الولد أو شعرت بوجود مشكلة نفسيّة لديه أو حتى إذا لاحظت أنه يعاني من اضطراب في النوم.