كيف تجعلون حياة أولادكم أسهل بعد الطلاق أو الانفصال ؟
حياة أولادكم بعد الطلاق: حتى لو أصبح الانفصال بين الوالدين حدثًا “شائعاً جداً”، إلا أنه يبقى مأساة بالنسبة للأطفال. بالطبع يتمكن الأطفال من التكيف، ولكنهم سيستمرون في التحدث عن الأمر حتى بعد أن يصبحوا راشدين: “عندما انفصل والداي …”، “لا أريد أن يعيش طفلي التجربة نفسها” … فكيف نساعدهم على تجاوز هذه المحنة بسلام ليمضوا قدماً في حياتهم؟
هدف واحد: جعل حياة ولدكم اليومية أسهل
يجب أن تكونا على دراية بكل الأحداث والمناسبات المهمة في حياة طفلكما (الرحلات المدرسية، والمشاكل الصحية، والنتائج المدرسيّة، وما إلى ذلك…) بما أنّ سلطة الأهل أمر مشترك.
تجنبا أن تطلبا من ابنكما أن يقوم بنقل رسائل كل منكما للآخر: قد يقوم بتغيير مضمون الرسائل من دون أن يقصد، كما قد يشعر بأنه مسؤول عن محتوى هذه الرسائل ويعاني من ردود الفعل التي قد تثيرها. إن لم تكونا حقاً قادرين على التواصل بهدوء وسلام، فحاولا العثور على وسيلة اتصال أخرى (عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل الخطيّة على سبيل المثال).
كل ما يمكنه تسهيل علاقتكما يجعل حياة طفلك اليومية أسهل (أن تتكاتفا وتدعما بعضكما البعض، أن يسمح كل منكما لطفلكما بالتحدث إلى الآخر عبر الهاتف بهدوء، وأن تتساهلا في ما بينكما قدر الإمكان، وما إلى ذلك).
إن وضع خطة منظمة واضحة أمر مهم. لكن عليكما أيضاً احترامها. أي خرق لهذه الخطة – أن ينسى أحدكما اصطحاب الطفل، ألا يصل كما وعد– قد يعتبره طفلكما نوعاً من التخلي أو الإهمال الخفي وستكون عواقبه وخيمة. لذلك من الضروري ألا تخيّبا أمل ابنكما وان يحضر الطرف المعني لاصطحابه في اليوم والوقت المحددين. الانتظام في مواعيد التبادل، واحترام الالتزامات المتفق عليها أمران أساسيان. يحتاج طفلكما حقاً إلى الاعتماد على كل منكما للتمكن من استعادة الأمان العاطفي.
إذا اخترتما الإقامة بالتناوب، فالطفل في منزله في كلا المنزلين، وبالتأكيد سيشعر بالراحة إذا خُصصت له غرفة خاصة أو ركناً معيّناً، حيث تبقى أغراضه في مكانها حين لا يكون موجوداً. أما في حالة إقامة الطفل بشكل رئيسي مع أحد الوالدين، فيجب القيام بكل ما يلزم حتى يكون التناوب مع الوالد الآخر فعالاً ومنتظماً قدر الإمكان. في الواقع، يمكن للطفل الذي لا يرى أحد والديه بشكل منتظم أن يعتبر هذا الوضع نوعاً من التخلي ما يجعله يشعر بعدم الأمان العاطفي. كما أنّ الحفاظ على ارتباط الطفل بكلا والديه يحميه من التعلق المفرط بأحدكما.
تعليمه احترام قواعد الحياة الجديدة بشكل تدريجي
مع مرور الوقت، يتوجّب على طفلك أن يحترم قواعد الحياة الجديدة مع أحد والديه التي لن تكون هي نفسها في منزل الوالد الآخر، وقد يدفعه ذلك إلى لعب ورقة المنافسة بين الطرفين. ومع ذلك سيكون عليه أن يتعلّم احترام قواعد كل من الطرفين. من المهم أن يتمكن من التعبير عن نفسه بحرية، وأن يحصل على انتباهك الكامل وعلى مساحة خاصة به، لكن ينبغي ألا يتحكم بوقتك (أو بالمنزل أو المحادثات): يجب ألا يدير حياتك ويتحكم بها بالتأكيد. ويجب ألا يتحول إلى رهان بين والديه.
تذكري أنه مهما كانت حدة الصعوبات التي تواجهينها، يجب أن يسود المنطق واحترام الآخر دائماً. إذا تمكّن كل منكما من أن يجد توازناً وإذا فعلتما كل ما يلزم لكي يشعر الطفل بالرضا والراحة معكما، فسيتكيف طفلكما مع هذا الوضع الجديد ويواصل تقدّمه. تظهر جميع الدراسات أن ما يؤدي إلى ظهور اضطرابات نفسية لدى الأطفال الذين انفصل والديهم عن بعضهما هو استمرار الخلافات بينهما.
إذا شعرت بالقلق بشأن طفلك، إذا بدا لك حزيناً، إن لم يكن ينام جيداً (يعاني من كوابيس أو من اضطراب الذعر الليلي)، أو لاحظت أنه يعاني من قلق الانفصال أو من تبدل في السلوك بشكل عدواني، فلا تترددي في استشارة طبيب طفلك الذي يمكن أن يساعده على التعبير عن معاناته وأن يقدّم لك النصائح لمساعدته في التغلب على مشاكله ومشاعره السلبية.