الطفل المتحدي العنيد: 7 طرق للنجاح في التعامل معه
الطفل المتحدي العنيد:
عندما يعاني الطفل من اضطراب التحدي المعارض، يظهر الصراع على السلطة، وقد يشعر الاهل بأنه يتم تخطي سلطتهم. ويعتبرون ان الطفل هو الذي يقرر. من الممكن ان يزداد اضطراب السلوك هذا سوءًا في حال لم يتم معالجته، وقد يؤثر سلبًا على اداء الطفل. يصيب اضطراب المعارضة مع الاستفزاز 3% الى 5% من الاطفال.
وبالتالي، عندما يطلب اهله أو أي شخص له سلطة عليه، مثل المعلمة أو أحد الاجداد، منه شيئاً، من الممكن ان يستجيب الطفل الذي يعاني من اضطراب التحدي المعارض:
- • بعدم المبالاة ولا يجيب بكل بساطة؛
- • بعدائية، ويغضب ويصرخ ويضرب؛
- • باستفزاز أهله للفت النظر والحصول عل ما يريده.
علامات الطفل المتحدي:
يظهر الطفل المتحدي الذي يعاني من اضطراب التحدي المعارض التصرفات التالية:
- • يرفض باستمرار الامتثال الى مطالبكم أو إلى أي شخص له سلطة عليه؛
- • يتحدى دائمًا ويسخر من النتائج أو العقاب؛
- • يستجيب بنوبات بكاء شديد
- • يستجيب بعنف (يرمي أو يكسر الاغراض، يبصق، ….)؛
- • يثير الاستفزاز. مثلًا يستخدم الكلمات البذيئة لكي يثير انفعالكم، أو يخالف القواعد عن قصد لكي يرى ردة فعلكم ويثير غضبكم؛
- • يسعى الى الانتقام ليجعلكم تدفعون ثمن ما فرضتم عليه وما لا يعجبه؛
- • يصاب بنوبات غضب تزداد وتيرتها وحدتها؛
- • يظهر تصرفات معارضة ابتداءًا من المرحلة الطبيعية ما بين 3 و 4 سنوات. وبعد عمر الخمس سنوات، يعارض باستمرار بجرأة كبيرة.
اسباب اضطراب التحدي المعارض
• مشكلة عصبية.
يعتقد الخبراء ان اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة ADHD الذي لم يتم تشخيصه، غالبًا ما يكون سببًا لاضطراب التحدي المعارض. وقد تؤثر مشاكل اخرى تظهر منذ الولادة مثل اضطراب التوحّد، او متلازمة توريت العصبية، على تصرفات الطفل. وفي مثل هذه الحالات لا يملك الطفل القدرات العصبية الضرورية للسيطرة على انفعاله، وقد يعبر عن شعوره بالاحباط عن طريق نوبات غضب شديدة.
• علاقة سيئة بين الطفل والاهل.
عندما يكون الأهل غائبين في معظم الاحيان، ولا يقضون الوقت الكافي مع طفلهم، أو غير متواجدين معه، لن يتمكن الطفل من بناء صلة ارتباط متينة وآمنة معهم، هذه الصلة التي تعتبر أساسية لبناء السلطة الابوية. ويحدث ذلك أيضًا عندما يكون احد الوالدين يعاني من مشاكل مثل الاكتئاب او القلق.
• نظام غير مناسب.
مثلًا، إن الاهل الذين لا يضعون القيود، ويستجيبون الى نوبات طفلهم بإعطائه ما يريد، او الذين لا يتمالكون نفسهم ويفقدون السيطرة على أعصابهم في كثير من الحالات، يمكن ان يعززوا مشاكل التحدي والمعارضة.
• وضع صعب، مثل انفصال، عزاء، انتقال الى مكان آخر، أو ولادة طفل جديد.
إن الاحداث الصعبة التي يعيشها الطفل قد تؤدي الى تفاقم مرحلة المعارضة الطبيعية وتتحول الى اضطراب التحدي المعارض.
• بعض صفات الشخصية.
قد يستجيب الطفل القلق بشكل خاص عن طريق المواجهة اذا ما أرغم على التخلي عن الامور التي اعتاد القيام بها. وقد يعاني الطفل الموهوب والبارع في المجادلة من هذا الاضطراب أيضًا إذا لم نضع له قيودًا واضحة، أو إذا ما سمحنا له دائمًا ان يتولى زمام الامور. يتم تقييم الطفل الموهوب عندما يدخل الى المدرسة، إلا أنه باستطاعة اخصائي أن يلاحظ مسبقًا الدلائل ابتداءً من عمر 4 سنوات.
يمر جميع الاطفال بمرحلة طبيعية، بل مستحسنة، في عمر 2 او 3 سنوات، حين يواجهون اهلهم بهدف الحصول على الاستقلالية وفرض النفس. الا ان هذه المرحلة قد تكون بالغة الشدة لدى بعض الاطفال. وعندما يكاد تمرد الطفل ان يكون مستمرًا، يمكننا عندئذ أن نتحدث عن اضطراب التحدي المعارض مع الاستفزاز.
كيفية التدخل مع الطفل المتحدي؟
- • حاولوا معرفة سبب تصرف طفلكم. هل عاش تجربة صعبة مؤخرًا؟ ما رأي معلمته؟ هل ان طرق معالجتكم للأمور قد تشجع تصرفه عن غير قصد؟ بالاضافة الى ذلك، اذا كنتم تشكّون كثيرًا بأن طفلكم يعاني من اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة ADHD، بامكانكم ان تستشيروا اخصائياً. حتى لو كان من النادر تشخيص الحالة قبل سن الدراسة، بامكان الاخصائي ان يكتشف بعض الدلائل ابتداءًا من عمر 4 سنوات.
- • عززوا العلاقة الايجابية مع طفلكم. بامكانكم أيضًا أن تتجنبوا اضطراب المعارضة أو أن تخففوا من حدة تأثيره إذا كان موجودًا. وللقيام بذلك، احرصوا على أن تخصصوا وقتًا لطفلكم فقط. وستكون هذه فرصة لكي تلعبوا معه، او تقرأوا له قصة، إو أن تصغوا اليه. سيشعر حينها أنه مهم بالنسبة لكم، مما يعزز ارتباطه بكم.
- • ضعوا نظامًا ايجابيًا. كلما قلتم “لا” كلما زاد اصرار طفلكم. ليست الفكرة ان تجيبوا بـ “نعم” على كل شيء، وإنما ان تحددوا القيود بطريقة ايجابية. وكذلك، اذا سألكم طفلكم اذا ما كنتم تريدون قراءة قصة له، يمكنكم الاجابة: “اجل، ولكن حين تنتهي من ترتيب ألعابك وتستحم.”
- • تجنبوا المجادلة. بقدر ما تكررون وتطيلون في الشرح، بقدر ما يكون لدى طفلكم الفرصة لمعارضة ما تطلبونه، وكذلك قد يزيد الامر سوءًا. بامكانكم تطبيق قاعدة 1، 2، 3. فسروا لطفلكم انكم ستعدون بصوت مرتفع حتى الثلاثة، واذا لم يصغ، عليه ان يتحمل العواقب التي قمتم بتحديدها سابقًا. الانسحاب لبضع دقائق قد يكون عقابًا فعالًا وسهل التطبيق.
- • تمالكوا انفسكم. لا تنتظروا حتى تفقدوا صبركم قبل ان توضحوا مطلبكم. هل أصيب طفلكم بنوبة غضب؟ اتركوه في مكان آمن وغادروا الغرفة. دعوه يهدأ لوحده، وتوقفوا عن التواصل معه لبضع لحظات.
- • ركزوا على الدعم الايجابي. سلطوا الضوء على اعماله الجيدة، شجعوه باستمرار، وعبروا عن مدى فخركم به. وكذلك، لا تترددوا بالاهتمام بطفلكم عندما يكون كل شيء على ما يرام. عندما يلعب بهدوء، أخبروه كم انتم مسرورون به.
- • اعدّوا لوحًا للتحفيز. ركزوا على ثلاث او اربع تصرفات محددة يجب عليه تحسينها والمكافأة عليها بهدية رمزية او بملصق. مثلًا، قسموا الروتين الصباحي الى اربع خطوات. ولكل خطوة تتحقق ضمن الوقت المحدد ودون معارضة، ضعوا لطفلكم ملصقًا على لوح التحفيز. وفي نهاية اليوم، اذا حصل طفلكم على ثلاث ملصقات من اصل اربعة، قدموا له مكافأة معنوية مثل السماح له بأن يخلد الى النوم متأخرًا لعدة دقائق، او فترة محددة للعب معكم، …
متى نستشير اخصائي؟
اذا جربتم الطرق المقترحة ولم يتغير تصرف طفلكم بعد مرور عدة اشهر، من الافضل استشارة اخصائي. لا تترددوا في القيام بذلك إذا شعرتم أن الوضع خرج عن سيطرتكم، أو إذا كنتم بحاجة الى المساعدة. عادة، بإمكان نصائح بسيطة أن تحسن تصرفه. ويمكن اللجوء الى جلسات علاجية للطفل أيضًا.