فقدان الشهية واضطرابات الأكل عند المراهقة: كيف نساعد ابنتنا ؟ (3)
فقدان شهية المراهقة: يمكن لاضطرابات الأكل أن تشكّل حلاً لاستياء أو إحباط عميقين، قد يستمران لوقت طويل. يخفي هذا الهوس بالوزن العذاب النفسي الكامن. إنه ليس سلوكاً نزقاً بل سلوك يتعزز حكماً بسبب رد الفعل غير المناسب عليه.
اضطرابات الأكل: كيف نقيم حواراً مع المراهقة؟
شروط الحوار
- اختيار اللحظة المناسبة
- تجنّب تضخيم المسألة مثل “يجب أن أتحدّث إليك…”
- تجنّب المواجهة وجهاً لوجه (الجلوس إلى جانب المراهقة يدفعها للتحدّث أكثر)
- مودة، تعاطف، عدم إطلاق الأحكام، تجنّب المواعظ
- بدء الجمل بعبارة “أشعر أن…” بدلاً من “عليك أن…”
- الوضوح في ردود أفعالكم: غضب، حزن، عجز…
- تناسق في موقف الأهل: ليكن موقفكم كأهل متجانساً
- لنفضّل كيف على لماذا… أيّ عدم البحث عن مذنب لإلقاء اللوم عليه.
- الاقتناع بأن اضطرابات الأكل ليست خياراً يتخذه المراهق بل هي حل سيء…
- تجنّب الجمل العشوائية التي يمكن للمراهق ألا يتقبّلها مثل: هل تعلمين أنك قد تموتين…
- حذار المواقف غير المجدية التي تأتي بنتائج عكسيّة: تطفّل، مبالغة في الحماية، تدخّل، تهديد، ابتزاز، وعود، التلاعب بالعواطف، اثبات أنكم على حق، السعي لأن تكون لكم الكلمة الأخيرة… البحث عن مذنب لإلقاء اللوم عليه
اجترار الأفكار لدى الأهل
- إذا اعتمدنا الحزم فنقول في سرّنا إننا لا نترك لها إمكانية الاعتراض: أليست المراهقة فترة الاعتراض؟
- لدينا شعور بأننا لم نعد نعرف ابنتنا: وهذا ما لم نكن نتخيّله أبداً
- من الصعب جداً أن نحافظ على موقف حازم: تصبح ابنتنا متصلّبة ومتسلطة ومسيطرة واستبدادية ما إن نطرح موضوع الطعام والوزن…
- نشكك أحياناً في صحة موقفنا لشدة ما تدافع عن حججها بقوة وإصرار يصل إلى حدّ التطرّف… إذا تنازلنا، فنحن نعلم في داخلنا أنّ هذا ليس الحل ونشعر بغضب شديد حيال أنفسنا… لا بل بالعار والخزي.
- نشعر بقلق شديد- وبيأس واحباط: قطع العلاقة، الشعور بأننا نخسر ابنتنا، كما لو أننا تعرّضنا للخيانة من ابنتنا التي لا تشاركنا عذاباتها… يخطر لنا في بعض الأيام أنها قد تموت…
- فائض غضب وثورة في مواجهة سلوك ابنتنا: لو أنها تريد وحسب… لو أنها تجرؤ وحسب…
- ما من ثغرة وكأننا أمام حائط أملس… نجرّب استخدام اللين والاقناع والغضب والحجج المبنيّة على أسس… وما من فائدة، إنه طريق مسدود… يتصاعد الضغط والتوتر: من الصعب أن يسيطر الشخص على نفسه. ولا تنفع التهديدات…
- وماذا عن التأثيرات والتداعيات على الأخوة والأخوات؟ ما يعكسه هؤلاء: شعور بالخذلان والاهمال، غيرة، قلق، عدم فهم، شعور بالذنب… لا بل رفض عدائيّ أو على العكس من ذلك تنافس ومزايدة في القيود الغذائية.
استباق الحوار مع المراهق
استعدوا لهذا النوع من الأجوبة:
- أنتم من يجعل من الأمر مشكلة: أما أنا فلا أفعل شيئاً سوى الحفاظ على رشاقتي
- أنا كبيرة بما يكفي
- يمكنني أن أحلّ أموري بنفسي
- السمنة فشل وأنا ألوم نفسي بشدة… أن أنحف هو انتصار لي.
- الخوف من اكتساب الكثير من الوزن يمنعني من المضي قدماً… وأنا لا أفكر إلا في هذا الموضوع طيلة اليوم…
- لا يمكن لأحد أن يفهم…
التحدّي: الاعتراف بضرورة الحصول على المساعدة من أشخاص ومؤسسات مختصة
عليكم أولاً التحدّث إلى الطبيب المعالج أو إلى طبيب الأطفال الذي تابع ابنتكم لوقت طويل… لا تترددوا في التحدّث إلى الممرضة المسؤولة في المدرسة.
يجب أن ندرك نحن كأهل أننا لن نحصل على جواب واضح حول ما يخيفنا أكثر. وعدم اليقين هو أصعب عبء نحمله. يجب أن نفهم أنه من الضروري أن نلتزم على المدى الطويل وأن نتعلّم طريقة جديدة في ممارسة دورنا كأهل عبر المحاولة وارتكاب الأخطاء، عبر محاولاتنا فك شيفرة أولادنا، واستباق الأحداث، ودعمهم وتقبّل هذا الشعور بالعجز… عبر إعطاء فرصة للوقت، عبر طلب المساعدة، عبر الاعتناء بأنفسنا وبالعائلة…