لا يقدر بثمن: عاد الأب إلى منزله متأخراً. كان يشعر بالتعب والتوتر بسبب مشاكل العمل.
كانت ابنته التي تبلغ من العمر 10 سنوات بانتظاره عند الباب.
- صباح الخير يا أبي. هل أستطيع أن أطرح عليك سؤالاً؟
- طبعاً يا جميلتي!
- كم تجني من المال في الساعة؟
- ما هذا السؤال المتطفل! لا علاقة لكِ بالأمر، يجيب الأب غاضباً.
- أنا أشعر بالفضول أبي. أرجوك أخبرني كم تجني من المال في الساعة.
- حسناً بما أن الأمر يبدو مهماً بالنسبة إليكِ، أنا أجني 30 دولاراً في الساعة.
ترددت للحظات، ثم سألت بصوت غير واثق: - أبي، هل تستطيع أن تقرضني 10 دولارات؟ من فضلك أبي، الأمر مهم، أنا أحتاج إليها الآن كي…
قاطع الأب ابنته وقال بصوت غاضب: - تريدين أن تعرف كم أجني كي تتلاعبي بي بشكل أفضل لأقرضك 10دولارات. كل هذا كي تشتري شيئاً تافهاً.
- نعم أبي، أحتاج إلى 10 دولار لشراء…
قاطع الوالد ابنته مجدداً قائلا: - إذهبي إلى غرفتكِ، أنا أعمل بجد طوال اليوم لأجلكِ ولأجل أخيكِ. ليس لدي وقت لاستجوابي لإرضاء فضولك.
ركضت الفتاة الصغيرة إلى غرفتها وهي تبكي.
كان الأب يدرك أن الغضب مستشار سيء، فأخذ ساعة من الوقت كي يستعيد هدوءه. خلال هذا الوقت، بدأ غضبه يتحول شيئاً فشيئاً إلى ندم وشعور بالذنب واعترف أخيراً أنه كان قاسياً جداً في تعامله مع ابنته. وفكر أنه ربما كان هناك سبب مهم يدفع ابنته إلى أن تطلب منه 10 دولار. لذلك، ذهب إلى غرفتها لإصلاح تأثير كلماته العفوية جداً:
- لقد تصرفتُ معكِ بقسوة بعض الشيء. إليكِ المال الذي طلبتِه.
كانت الفتاة الصغيرة ما تزال مستيقظة، بل كانت تبكي. جلست في سريرها وأخذت المال وقالت باكيةً:
- شكراً أبي!
ثم مدت يدها تحت وسادتها وأخرجت ورقة نقدية بقيمة 20 دولار. رأى والدها المال وقال: - لماذا طلبتِ مني 10 دولار بما أنكِ تملكين 20 دولار. إنه مبلغ كبير من المال لفتاة تبلغ من العمر 10 سنوات.
- لم يكن لدي ما يكفي من المال، ولكن بفضلكَ أصبح لدي الآن المبلغ الكافي.
- ثم نظرت إليه بلطف قائلةً.
- أبي، هل أستطيع أن أشتري ساعة من وقتك؟