Site icon التربية الذكية

قصة: المدرس الذي أنقذ كرامتي

أنقذ كرامتي

Freepik License

أنقذ كرامتي

منذ زمن بعيد، كان رجل عجوز يقرأ جريدته على مقعد في الحديقة.

تعرف عليه شاب واقترب منه سائلاً:
جلس الشاب وحكي القصة التالية:

ذات يوم، حضر طالب من صفي وهو يرتدي ساعة جديدة. لقد كنا فقراء، كان من المستحيل أن يتمكن أهلي من شراء ساعة مماثلة لي. لذا قررتُ دون تفكير أنني أريد أن أسرقها. بعد ساعة، لاحظ الطالب أن أحدهم سرق ساعته، واشتكى لك من الجريمة.
حينها تحدثت إلى كل من في الصف قائلاً:

لقد تمت سرقة ساعة هذا الصبي أثناء الدرس اليوم. فليعدها مَن أخذها على الفور. لم أقم بإعادتها لأنني كنتُ خائفاً من أن أصبح أضحوكة الصف لا بل المدرسة بأسرها بسبب المخاطرة والقيام بذلك أمام الجميع.

بعد ذلك أغلقت الباب وطلبتَ من الجميع التحرك كي يقفوا بمواجهة الجدار. ثم فسرت بوضوح أنك ستبحث في جيوبنا واحداً تلو الآخر للعثور على الساعة. وقد أصريت على أن يغلق الجميع أعينهم. وقد كان لديكَ مثل هذه السلطة الطبيعية التي جعلتنا نقوم بذلك جميعاً. ثم اتجهتَ نحو كل طالبٍ في كل مرة. وحين جاء دوري، وجدتَ الساعة وأخذتها دون التفوه بأي كلمة. واستمريتَ بالبحث في جيوب باقي الطلاب. بمجرد الانتهاء من البحث قلت:

أعدت الساعة إلى مالكها واستأنفت الدرس كما لو أن شيئاً لم يحدث. لم تقل لي أي شيء والأهم من هذا أنك صمتَ عن ذنبي أمام الجميع. في ذلك اليوم، كان لديك حكمة عميقة للحفاظ على كرامتي إلى الأبد. لقد كان أكثر يوم في حياتي شعرتُ فيه بالخزي والخجل، ولكن عبر حفاظك على هذا السر ربما أنقذتني من أن أكون شخصاً منحرفاً أو سارقاً. حتى لو لم تلقِ عليّ خطاباً من المواعظ، تلقيت رسالتك بكل وضوح.

هل تتذكر هذا المشهد يا أستاذ؟

أجاب المعلم السابق بصوت متردد:
Exit mobile version