مصاص الدماء العاطفي: فعلت سارا كل ما بوسعها لإنقاذ زواجها، لكن لم ينجح شيء.
في نهاية محكمة الطلاق، أصبح الوضع أسوأ. حتى أنه يمكن لسارة أن تكتب كتاباً عن عدم تحمل ديفيد للمسؤولية عندما يتعلق الأمر بإعالة الأطفال والإنفاق عليهم، وبجداول زيارات الأطفال أيضاً.
هي نفسها لا تعرف عدد المرات التي نكث فيها ديفد الوعود التي قدمها لأطفاله. وعندما كان يعيدهما إلى المنزل، كان من المستحيل تقريباً السيطرة عليهم، لأنه كان يسمح لهم بالتصرف على هواهم. أكثر ما كان يؤثر فيها، هو أن أطفالها كان يعتبرونه أفضل أب في العالم على الرغم من كل سيئاته ومن كل الوعود التي ينكثها.
ليس لأنها كانت تغار منه، لكن لماذا عليها القيام بكل المهام المتعلقة بتربية الأطفال بينما يحظى هو بكل التسلية والمتعة؟
حسناً، ربما كانت تشعر بالغيرة.
مصاصو الدماء هم آباء حقيقيون يحب الأطفال اللعب والتسلية معهم. وغالباً ما يسبب هذا الأمر الضرر للزوجة السابقة أكثر مما يلحق الضرر بالأطفال. إذا كنتِ تجدين نفسك في هذا الوضع، إليك بعض الاقتراحات.
1- اختاري معارككِ بعناية
تذكري جيداً أن مصاصي الدماء العاطفيين لا يحبون أن نخبرهم ما عليهم فعله. كلما زادت خلافاتكما حول احتياجات الأطفال، كلما أصبح التأثير أضعف. بغض النظر عما إن كنتِ على حق، مع أبٍ من هذا النوع فإن عدد المعارك التي من الممكن أن تفوزي بها محدود للغاية. لذا تأكدي من أنك تخوضين المعارك الأهم.
الأطفال مرنون بشكل لا يصدق. يمكنهم أن يتحملوا الكثير من سوء معاملة الوالدين والإهمال ويبقون رغم ذلك على ما يُرام. إليكِ إحدى القواعد الجيدة في هذه الحالة، اقتصري على مناقشة المسائل المتعلقة بالسلامة، والمواقف التي ببساطة يطلب فيها منك طفلك التدخل. وحتى في هذه الحالة، من الأفضل أن يتحدث الطفل عن نفسه فقط.
إذا كنتِ تريدين من الأب الذي يلعب دور مصاص الدماء العاطفي أن ينفر ويبتعد، كل ما عليكٍ هو أن تطلبي منه قضاء المزيد من الوقت مع الأطفال.
2- كوني واعية لدوافعكِ الخاصة
قبل مواجهة الأب الذي يلعب دور مصاص الدماء العاطفي بمسائل تتعلق بالتربية، ألقِي نظرة على قلبك. إلى أي مدى رغبتكِ في القيام بشيء ما تنطلق من احتياجات أطفالك وإلى أي مدى ما يدفعكِ إلى ذلك هو غضبكِ وغيرتك؟
مصاصو الدماء العاطفين الذين هم أكثر مهارة في الخداع مما تظنين، سيكتشفون فوراً إذا ما كنتِ تتخفين حقاً خلف أطفالك.
والأسوأ هو أن أطفالكِ سيعرفون ويشعرون أنهم كي يبقوا أوفياء ومخلصين لكِ يجب أن يعارضوا والدهم. ناهيك عن أنكِ حتماً لن تشجعي موقفاً أو وضعاً كهذا.
3- التواصل بانفتاح وبصراحة
بغض النظر عن مدى صعوبة التحدث إليه، لا ترسلي أبداً رسائل إلى مصاص دماء عاطفي من خلال أطفالك. مخاطر سوء التفسير وسوء الفهم كبيرة جداً. من خلال التحايل على التواصل لن تخلقي سوى ظروفاً مناسبة لمصاصي الدماء ببساطة.
4- اطمئني
يجب أن تعلمي أنه في مكان ما بداخلك، يفهم الأطفال ويقدرون الحب والعمل والتنظيم المستقر للحياة الذي تقدمينه لهم. وهو أمر لا يقدمه لهم والدهم.
مع الأسف ربما لن يقولوا أي شيء عن هذا الموضوع حتى يصبحوا هم أنفسهم آباء أو امهات. إذا كنتِ تريدين أن يدرك أطفالك في وقت مبكر أنك أم جيدة، شجعيهم والعبي معهم كثيراً. حتى لو كنتِ تعتقدين أن هناك أشياء أكثر أهمية للقيام بها.