3 خطوات أساسية للحدّ من انفعالك على أطفالك
كلنا نصل إلى تلك اللحظة التي نبدأ فيها بالصراخ أو انتقاد أطفالنا بعصبية أو ربما حتى بالضرب. ثم نجلس مساءً ونتأمل وجوه أطفالنا الملائكية فيحاصر قلبنا ندم شديد، ونتمنى لو كنا أكثر تفهماً وهدوءً. ونتساءل عن السبب الذي دفعنا إلى التصرف بتلك الطريقة التي لا تشبهنا.
قبل البحث عن حل لأي مشكلة يجب أن نعرف تداعياتها وأسبابها الحقيقية.
لقد كبرتُ في أجواء مماثلة. كانت أمي دائماً غاضبة ومنشغلة بمهامها اليومية. مما خلق مسافةً بيننا، فالطفل يتلقى المشاعر السلبية تلقائياً فإما يتأثر ويتصرف بسلبية أو يبتعد. حتى الابتعاد كان ردة فعل سلبية، أعترف بذلك. لكنني كنتُ طفلة، لم أكن أفهم أن امي متعبة أو حزينة أو قلقة بشأن المصاريف اليومية. كل ما فهمته حينها وفق قدراتي البسيطة على التحليل هو أنني أسبب لها الإزعاج والمتاعب. فوجدت نفسي دون أن أقصد أبتعد عنها وأنسحب بصمت. لم أفهم أنها تحتاج إلى من يقترب ويقدم لها يد العون. كنتُ صغيرة على هذه الأفكار الكبيرة.
اليوم بعد أن كبرت وأصبحتُ أماً، وبعد أن ضاع ثلاثون سنة من عمري بعيداً عن المرأة التي أنا جزءً من روحها… فهمت.
أمي، التي استمديتُ من روحها أول نبض في قلبي، نسختي الأصلية، مصدر مبادئي وأفكاري وتواضعي وطيبتي ومحبتي للجميع وكل ما هو جميل في حياتي… كانت تعاني. لا بل أسوأ، لقد كانت تمر بمعاناة متواصلة مستمرة لامتناهية لم تحصل فيها على وقت استراحة لاسترجاع طاقتها والبدء من جديد. تربيتنا كانت معركة متعبة، وحدها كانت الجندي الذي يقودها، ووحدها كانت الدرع والسلاح والمتراس ومحامي الدفاع. كانت تتجاوز كل الصعاب لأجلنا، تتحدى الظروف والتعب والإرهاق والخوف، وتقف صامدة شامخة صلبة كالصخر… لكن لم يكن أحد يرى كم كانت تعاني من الداخل.
أهم الخطوات كي تتجنبي الوصول إلى هذه المرحلة وتتمكني من الحد من انفعالك على أطفالك معرفة الأسباب:
1- تراكم التعب:
كلنا لدينا مهام غير متناهية يومياً. لكن هذا لا يعني أن باستطاعتنا الصمود دون أخذ قسط استراحة إلى الأبد. حاولي الابتعاد عن المنزل والأطفال ولو لمرة واحدة في الأسبوع؛ زيارة صديقة، التبضع، أو ممارسة الرياضة. وحاولي أن تحصلي لنفسكِ على وقت للاستراحة من حين لآخر، تناول القهوة، مشاهدة التلفاز، مجرد الاستلقاء لبعض الوقت. ستشعرين بفرق كبير.
أنا شخصياً أخرج إلى العمل مرتين في الأسبوع، وحين أعود إلى المنزل أشعر بأنني شخص جديد، وأشعر باشتياق كبير لأطفالي ونمضي الكثير من الوقت معاً في اللعب والضحك. كأنني شحنتُ طاقتي من جديد. التواجد في نفس المكان مع نفس الأشخاص بشكل يومي يجعلك تستجمعين كل الأفكار السلبية ويزيد من نسبة الاكتئاب إلى أن تصلي إلى مرحلة انهيار ورفض لكل شيء.
اطلبي المساعدة إن لزم الأمر، من أختك، أمك، زوجك… واعثري على وسيلة للحصول على بعض الوقت لنفسك.
2- الفوضى:
البحث عن الحذاء أو القميص أو الجوارب في كل أنحاء المنزل أمر مرهق حقاً. جري الأطفال في أنحاء المنزل حتى الساعة العاشرة مساءً يزيد من الجدالات والخلافات بينكم. التأخر على كل المواعيد يجعل حياتكِ أسوأ. ضعي جدولاً يومياً واضحاً، حضري كل الأغراض التي ستحتاجينها لتحضير أطفالك لليوم التالي مسبقاً، كلها تفاصيل تبدو تافهة لكنها فعلاً مهمة جداً لجعل حياتنا أكثر هدوءً واستقراراً.
3- إلقاء اللوم على الآخرين:
أطفالكِ ليسوا سبب مشاكلكِ، زوجكِ ليس السبب، وحظكِ السيء حتماً ليس أيضاً السبب. ينسب البعض سبب مشاكلهم الآنية إلى مراحل طفولتهم… لقد كنتُ منهم. دعيني أخبركِ أنه من المفيد مواجهة ماضينا وصدمات الطفولة، لكن من السيء جداً أن نبقى عالقين في دور الضحية. لوم الآخرين طريقة للهروب من المشاكل. التغيير الحقيقي ينطلق من الذات. لا علاقة للآخرين بذلك. اتخذي قرارك وضعي الخطة المناسبة وابدأي بالتغيير. تستحقين حياة أفضل لكِ ولأسرتك. تستحقين التغيير.
سماح خليفة