أب يربي أطفاله: في سن ال48، وجدتُ نفسي وقد أصبحتُ أباً عازباً. في الواقع، لقد طلقت زوجتي وحصلت على حق الحضانة الكامل لأطفالي، وهما مراهقان يبلغان 13 سنة و14 سنة من العمر.
اليوم، أصبحا رجلين بارعين ومسؤولين وسعيدين. أنا فخور بهما جداً. بعد كل شيء، لقد كنت طفلاً مضطرباً ومشاغباً مثلهما. لكنني لم أرغب في ارتكاب نفس أخطاء والديّ.
لهذا السبب فرضت قاعدة واحدة فقط على أطفالي. هل تريدون أن تعرفوا ما هي هذه القاعدة؟ اقرأوا قصتي…
من طفل مشاغب إلى رجل عاقل
كما قلتُ مسبقاً، لم أكن طفلاً سهلاً.
لقد عانيت قليلاً من حياة شاقة من والديّ. في الواقع، كنت طفلاً وحيداً ولم يكن والداي متفاهمين جيداً. إنه أقل ما يمكنني قوله. “كانا يدمران بعضهما البعض” هي الطريقة الأكثر صحة لوصف زواجهما.
لقد ارتكبتُ الكثير من الأخطاء لجذب انتباههما، لكنهما كانا مشغولين جداً في الجدال والتعامل مع مشاكلهما لدرجة أنهما لم يدركا أنني كنتُ بحاجة إلى حبهما. لهذا السبب قضيت معظم وقتي وحدي.
لم أكن أريد أن أرتكب نفس خطأ أطفالي. لهذا السبب لم نتشاجر أنا وزوجتي السابقة أبداً أمام الأطفال. وبمجرد أن أصبح من الواضح أنه لم يعد من الممكن إنقاذ زواجنا، انفصلنا.
لقد بذلنا كل ما بوسعنا كي يتم الطلاق دون مشاكل قدر الإمكان. وأخيراً، قررنا أنه من الأفضل لصالح أطفالي أن يبقوا معي. في البداية شعرتُ بالذعر والقلق. لم أكن أعرف إن كان بإمكاني أن أربي أطفالي بمفردي.
مع ذلك، لقد قمتُ بذلك. لقد منحت الانضباط والحب والاهتمام لأطفالي. كما منحتهما الحرية، لكنني لم أفسدهما أبداً. نعم، ففي الواقع لم أقدم لهما أي شيء مميز.
تماماً كما أهلي قبلي، لقد انفصلت عن زوجتي. لكنني قررت أن هذه التجربة لن تسبب لي المعاناة ولا حتى لأطفالي.
كانت هذه التجربة ممتعة في بعض الأحيان. لقد قضينا العديد من الأمسيات في مشاهدة البرامج والأفلام الكوميدية على التلفاز. وفي أوقات أخرى كان الأمر صعبًاً. حاولوا جعلي أفقد صوابي عدة مرات. لكنه دورهم كأطفال لذلك لا ألومهم على ذلك.
لكن لديّ رسالة إلى كل الآباء العازبين الذين يربون أطفالهم بمفردهم مثلي: الآباء الحقيقيون لا يتركون أطفالهم! ولا يتخلون عنهم أبداً.
لقد سافرنا معاً، وسمحت لهم بممارسة فنون الدفاع عن النفس، وسمحت لأصدقائهم أن يناموا في منزلنا والعكس صحيح، وعاملتهم مثل الشباب الراشدين. لم أشتري لهم أجهزة تلفزيون لغرف نومهم أو هواتف محمولة أو أجهزة الكمبيوتر حتى بدأوا بمرحلة المدرسة الثانوية.
لم أشتري لهم سيارة أيضاً.
لقد بنينا معاً منزلاً دافئاً مليئاً بالود والاحترام.
خاصةً لأنهم كانوا يعرفون قاعدتي وكانوا يعرفون أنهم إذا لم يتبعوها، فسيكون عليهم مواجهة العواقب.
والآن الأهم من ذلك أيضاً، أنني على عكس معظم الأهل لم أقم بوضع قائمة من القواعد والمحظورات المسجلة في الثلاجة، والتي سأعاقبهم بسببها أو أمنعهم عن مشاهدة التلفاز. لم يكن لدي أي قاعدة.
لم يكن لدي سوى شرط واحد فقط من الضروري احترامه: تجنب المشاكل! لقد تعرفوا على معنى هذه القاعدة واحترموها طيلة فترة طفولتهم.
لقد قمنا بكل شيء معاً. ولقد ذهبنا للتزلج والتزحلق والتخييم والعديد من أشياء المجنونة الأخرى. لقد سمحت لهم بزيارة والدتهم متى أرادوا. وقع ابني الأكبر في حب الخيول، وقد قمتُ بدعم هذا الحب.
لقد تعلم ابني الآخر في وقت مبكر جداً أن يصبح دي جاي DJ، وقد قمتُ أيضاً بدعم شغفه. لم أكن أبداً سلبياً. وبقي أولادي بعيدين عن المشاكل.
لم يكن لدي قائمة من القواعد وبدا أن تأثير ذلك كان جيداً جداً على أسرتي. في الواقع، لم يكن هناك أي توتر ولم يبذلوا كل ما بوسعهم لجذب انتباهي. لذا فهم لم يدمنوا على تعاطي المخدرات ولم ألاحظ أبداً أنهم يكذبون.
- عندما تحترمون أطفالكم، فإنهم سيحترمونكم بالمقابل.
- عندما تستمعون إليهم، فإنهم يفعلون ذلك أيضاً.
يحدث ذلك في كلا الاتجاهين.
كوننا أهل لا يعني أننا أهم أو أعلى من أطفالنا. تذكروا جيداً أن الأطفال يتعلمون ويطورون مهاراتهم من خلال الملاحظة. لذلك إذا لاحظوا أنكم متوتربن وقلقين وخائفين، فسيضيعون تماماً.
يجب أن تكونوا مثالاً وقدوةً. يجب أن تعلموهم تحمل المسؤولية. لكن عليكم أيضاً أن ترشدوهم إلى المسار لاتباع أحلامهم أو كي يصبحوا أشخاصاً راشدين ناضجين وناجحين. لا يوجد سر.
الحياة ليست مجرد التزامات. إنها تشمل أيضاً المتعة وأوقات الفرح.
اليوم، أصبج أطفالي شباباً راشدين يتحملون المسؤولية ويديرون أعمالهم الخاصة.