الحاجات العاطفية لطفلة هادئة أو ل” طفلة صعبة “
قد تصبح ابنتك الصغيرة قادرة على قول «أرض»، بما يعني «ضعيني على الأرض»، في عمر السنة، لكنّها تريدك دائماً قربها. لذا استمري في قضاء قدر ما تستطيعين من الوقت معها واستمرّي في حضنها وتقبيلها وإظهار حبّك لها. وعندما تعدينها بفعل شيء ما، التزمي بوعدك. وإذا اضطررت إلى الانفصال عن صغيرتك لبعض الوقت، فعليك الحرص على التواصل معها عاطفياً مساء كل يوم.
إن قيام علاقة بينك وبين طفلتك مفعمة بالدفء والثقة أمر ضروري يحتاج إلى القليل من الجهد كل يوم لكنّه يأتي بمنافع هائلة. إن الأطفال الصغار الذين يعانون من الإهمال العاطفي يكبرون ليسعوا وراء الاهتمام مهما كان الثمن، ولا يمكنهم في الغالب التغلّب على الاحداث المحبطة، وقد يظهرون أيضاً تأخّراً في نموّهم الاجمالي، وفقاً لدراسات تدعمها موسوعة الطب التي تصدرها الجمعية الطبيّة الأميركية.
حتّى وإن كنت تعملين (تعمل) في وظيفة بدوام طويل، يمكنك تلبية حاجات ابنتك العاطفية. عندما تعودين إلى البيت كلّ مساء، ركّزي عليها أولاً. يثبت العديد من الدراسات المستندة إلى الأبحاث أن الرضّع لا يجدون أي مشكلة في التعامل مع أكثر من راعٍ أساسي واحد.
كلّ ما يتطلبّه الأمر شخص مُحِبٌّ وثابت ومتناغم مع نفسه يحلّ مكانك بجدارة في غيابك.
تنبيه
يتّفق معظم الخبراء على أنه ينبغي الاعتناء بالطفل في المنزل إذا قرّرت الأم العودة إلى العمل، لذا حاولي جهدك إيجاد حاضنة حنونة وموضع ثقة تأتي إلى بيتك. لا تتركي طفلتك مع شخص يعتني بأكثر من طفلين رضيعين.
على غرار العديد من أوجه التربية الأخرى، تصبح رعاية طفلتك أسهل كلّما كبرت سناً. تكون تلبية حاجاتها أقلّ صعوبة عندما تصبح قادرة على التعبير عمّا تريده أو عمّا يزعجها.
ولكن حتّى بعد أن تكون قد تعلّمت النطق ببضع كلمات، ستظلّ غير قادرة في بعض الأحيان على إخبارك بما يزعجها بالضبط.
الطفلة الصعبة الإرضاء
ليس جميع الأطفال هادئين رائقين وتسهل تسليتهم والاعتناء بهم في السنة الأولى من حياتهم. فلبعض الأطفال أجسام مرهفة مضبوطة بدقّة هي أشبه بآليات شديدة التعقيد يمكن أن تُصاب بالكثير من الأعطال. لذلك، قد تجدين نفسك أمام قدر هائل من الجهد والعمل في محاولتك التأقلم مع طفلة حديثة الولادة معرَّضة مثلاً بشكل كبير للزكام، ألم الأذن أو الانفلونزا، أو تعاني من الحساسية. فتجدين أنك تزورين طبيب الأطفال اسبوعيّاً وتبتاعين باستمرار الأدوية التي يصفها لك. ثمّ تحاولين اكتشاف الطريقة المناسبة لجعل ابنتك تبلع الدواء، الذي تكرهه بالطبع.
وقد تعرف ابنتك نوبات شبه متواصلة من البكاء لا تعود لوجود مرض واضح. يُعرف هذا النوع من الأطفال بالطفل «السريع الاهتياج» أو «الكثير الجلبة» لأنه يتسبّب بجلبة دائمة، ولا تهدأ نوبات البكاء هذه حتّى عندما تجرّبين الوسائل المعتادة لإراحتها وتهدئتها، كإطعامها وتغيير حفاضها أو مجرّد ضمّها إليك. وأسوأ ما في الأمر هو أن فترات الصراخ الشديد تكون أطول في المساء عندما تكونين منهكة، بعد يوم طويل من العمل في المنزل أو في المكتب. وهكذا، فإن ابنتك الصغيرة الكثيرة الجلبة تطرح عليك تحدّياً إضافياً، تحدّياً لم تأخذيه ربما بعين الاعتبار، ولكن يمكنك التصدّي له باتّباع التدابير التالية:
- سجّلي مواقيت فترات الهيجان خلال اليوم. ما الذي يسبقها؟
- راقبي ما الذي تفعله طفلتك أثناء البكاء. هل ترفع قدميها أو تشير بأي طريقة أخرى إلى ألم في بطنها؟
- لا ترضعي طفلتك كلّما بكت.
يعاني العديد من الأطفال الكثيري الجلبة من جهاز هضمي غير مكتمل النمو وتزيد المعدة المنتفخة هذه الحالة سوءاً.
يستعمل معظم أطبّاء الأطفال كلمة «المغص» لوصف الألم التشنّجي الذي قد يكون السبب في اهتياج طفلتك الصغيرة وبكائها المستمر.
ولكن مهما يكن تشخيص الطبيب، فطفلتك ليست طفلة فرحة وسعيدة. وسرعان ما ستجدين، بشيء من الهلع والخوف، أنك لست فرحة وسعيدة أيضاً. لكنّ الخبر الجيّد في الموضوع هو أن طفلتك الصغيرة ستكبر وتتغلّب على هذه الحالة ببلوغها الشهر السادس، مع أن لبعض الأطفال ـ وكذلك لبعض البالغين ـ جهاز هضم حسّاس قد يظلّ على هذا النحو طوال حياتهم. خلال معاناة طفلتك لهذه الحالة من المغص المتكرّر، الشائعة الحدوث وغير المؤذية، التي تحدث عند واحد من كل عشرة أطفال رضّع تقريباً، تريدين دون شك القيام بكل ما في استطاعتك لمساعدتها على الشعور بالتحسّن.
من الأمور التي يمكنك تجربتها:
- اصطحابها في نزهة بالسيارة.
- وضع موسيقى مهدّئة.
- وضعها على ركبتيك، ووجهها إلى أسفل، مع تمسيد ظهرها.
- إعطاؤها مصّاصة (مسكّتة).
- أرجحتها في مقعدها الهزّاز.
اعلمي أن مجرّد الانتظار حتّى تكبر قليلاً يساعد أيضاً في هذه الحالة، خصوصاً إذا لجأت إلى الشبكة المحيطة بك من الأهل والأصدقاء لمشاركتهم مصادر قلقك.