ما الأثر الذي يتركه تحكم الأم وسيطرتها على العلاقة بين الأب والطفل؟
تحكم الأم وسيطرتها: مما لا شكّ فيه أنّ الآباء المنبوذين يُحبطون. يشعرون وكأنهم عنصر دخيل يخلّ بالتوازن ويتملّكهم إحساس بالذنب. ويأتي ردّ فعلهم عموماً على شكل انسحاب واستسلام لأنّ الزوجة لا تبدي أيّ استعداد أو تأثّر عاطفيّ.
وهكذا، يشعر الأباء غالباً بأنهم مبعدون، وعديمو القيمة وعاجزون في الوقت عينه اتجاه زوجاتهم. يشعرون بأنّ الزوجات غير محبّات ومتشددات في رفضهن لمهارات الأب.
وطالما أنّ دور الخبير ضروري لهؤلاء النساء، لن يتمكّن الأب من أن يقاربهن. وهنا يعاني الطفل من نقص الحب الأبويّ الضروري لنموّه. ويشعر منذ البداية بالخلاف ضمن العائلة وبالرفض المفترض من أبيه. بالتالي، لا يمكن للطفل أن ينظر إليه على أنه شخص جدير بالثقة والاحترام.
وثمة احتمال أن يتحوّل عجز الطفل إلى مشاكل خطرة على المستوى النفسي وعلى صعيد العلاقات.
ماذا يمكن للأب أن يفعل؟
تقضي الخطوة الأول بالحوار منذ البداية. يجب على الشريك أن يعترف بجهود شريكته وأن يوضح موقعه في العلاقة. يجب أن يبقى أيضاً ايجابياً قدر الإمكان وأن يقدّم اقتراحات جديّة من شأنها أن تبرأه وتحرره.
من المفيد ألا يتنافس الطرفان أو يتشاجرا بشأن هذه النقاط، بل أن يناقشا الموضوع في لحظة هدوء وصفاء.
يجب ألا يلوم الأب زوجته بل أن يشرح لها ما يشعر به لكي تفهم الشريكة سلوكه وتصرفاته. وليس عليه أيضاً أن يدافع عن نفسه بل يمكنه أن يدرك مشاعر الشريك ومن ثم أن يفهمها. ومن المفيد لهما أن يقررا معاً كيفية توزيع المهام كي تتوضّح المسؤوليات منذ البداية.
أما الأولويّة المطلقة فهي: العمل دوماً من أجل مصلحة الطفل!
لا بد أولاً من توزيع العمل والعناية بشكل عادل. يجب أن يعيد كل طرف النظر في موقفه وأن يعدّل سلوكه عند الحاجة. ومن المهم أن يحاول الطرفان الاعتناء ببعضهما البعض كزوجين وأن يهتما بالعلاقة بينهما بدلاً من أن يكتفيا بالاعتناء بالطفل.
هذا هو أساس العائلة الناجحة.
ماذا لو كان الأب مذنباً؟
لا تتحمّل الأم وحدها مسؤولية تحكّمها إذ يتحمّل الآباء أحياناً جزءًا من المسؤوليّة. فشعور الأب بعدم الأمان، لاسيّما في الأسابيع الأولى بعد ولادة الطفل، يدفعه غالباً إلى اتخاذ موقف متحفّظ.
عندما ترى الأم سلوك الأب الأخرق، يدقّ جرس الإنذار لديها على الفور وتسارع إلى تولي مسؤولية الاهتمام بطفلها بالكامل. ويشعر بعض الآباء بالارتياح عندما تسيطر المرأة على الوضع فلا يضطرون إلى إظهار عدم شعورهم بالراحة.
وعلى الرغم من أنه ثبت أنّ النساء يتمتعن بقدر أكبر من التعاطف وهن أكثر قدرة على تقديم الرعاية والعاطفة، إلا أنّ الرجال يتمكّنون من التعبير عن عواطفهم عبر سلوك الحماية الذي يعتمدونه.
في الواقع، أُثبت علمياً أنّ الأمهات والآباء قادرون بشكل متساوٍ على تربية أولادهم. ويمكن للآباء الجدد أن يكونوا أكثر شجاعة في بعض الأحيان وأن يشاركوا بشكل فاعل في تربية الطفل.
العلاج النفسيّ كحلّ ممكن
يجب أن يبدي الزوجان استعداداً للخضوع لعلاج نفسي وأن يعترف كلاهما بالحاجة إلى مساعدة متخصصة. ويصبح علاج الأزواج ضرورة عندما يتمترس كل طرف خلف مواقفه ولا يتمكّن الثنائي من الخروج وحده من أزمة الأدوار المحددة.
ويكون العلاج الفردي مفيداً عندما يرتبط اهتمام الأم المفرط بالطفل بنقص في تقدير الذات.