إن أمر الأطفال بالتوقف عما يفعلونه يُعد طريقة غير فعالة لمواجهة غضبهم (فعبارة “توقف عن البكاء” وسيلة تمنع الطفل عن عيش مشاعره). علاوة على ذلك، هناك عامل له تأثير كبير على طريقة تفاعل الأطفال حين يقعون ضحية الغضب وهو المثال الذي نقدمه لهم في مواجهة غضبنا. لذلك علينا بذل كل الاهتمام لتطوير مهاراتنا العاطفية بأنفسنا.
بدلاً من الخوض في المواجهة، يمكننا تغيير الرؤية والتركيز على المستقبل والحصول على نتيجة مربحة للطرفين بهدوء وبطريقة منطقية. تنقل هذه الطريقة في معالجة الوضع رسالة مفادها أن جميع المشاعر مقبولة حتى لو كانت كل السلوكيات غير مقبولة، وأن التعبير العاطفي أفضل من العزلة والقمع.
أقدم لكم 5 بدائل لتجنب قمع عاطفة الغضب لدى الأطفال كي تتعلموا الترحيب بالغضب وترويضه بدلاً من قمعه.
1- بدلاً من “توقف عن الشكوى والنق”
البديل: “لقد سمعتُ طلبك. صحيح أنك كنتُ تحب أن… وأن ذلك يسبب لك الحزن/الغضب/الخيبة وصحيح أنني أنا أيضاً كنتُ أحب أن… وأشعر بالحزن/الغضب حين أسمعك تقول أن… دعنا نحاول العثور على 3 حلول واختيار واحد منها يناسبنا نحن الإثنين؟”.
2- بدلاً من “توقف عن الصراخ”.
البديل: “لقد سمعتُ أن هذا الأمر لا يناسبك. أنا أيضاً أشعر بالغضب وعدم القدرة على الصبر يسيطران عليّ، أحتاج إلى الهدوء لنتمكن من العثور معاً على طرق مختلفة لحل المشكلة. دعنا نمثل بأننا ننفخ الشموع/ ننفخ على بالون منطاد/ نصنع فقاعات صابون. بدلاً من الذهاب إلى المشاجرة، يمكننا أن نغير طريقة النظر إلى الأمور أو نركز على المستقبل وعلى الحصول على حل يكون الطرفان فيه فائزين بهدوء وبطريقة منطقية”.
3- بدلاً من “لقد سئمتُ من تكرار نفس الطلب 100 مرة”.
البديل: “أشعر أنك لم تسمع طلبي. ماذا لو جربنا شيئاً مثل: سأكرر طلبي وأنا أغني ولتكرره وأنتَ تغني، بصوت منخفض قدر الإمكان؟”
تغيير الطرق في طلب الأشياء يسمح بتمرير الرسائل بشكل أفضل وبخفض الضغط لدى الطرفين.
4- بدلاً من “أنت تدفعني للجنون”، “أنتَ تتعبني”
البديل: “إنه وقت صعب جداً عليك وعليّ. دعنا نحاول فهم ما يحصل معاً. غالباً حين تتصرف بهذه الطريقة، يكون السبب هو حدوث هذا الأمر أو ذاك. هل ما أقوله صحيح؟”. أو يمكننا قول: “أنا أحبك وأحتاج إلى أن تفهم أنه لا يمكنك القيام ب….. هل هناك شيء تود أن أفهمه من ناحيتي أيضاً؟”.
5- بدلاً من “أنتَ تسبب لي الخجل”.
البديل: “دعنا نجد مكاناً نتمكن من التحدث فيه بهدوء أنا وأنت.”
عندما ينفجر الطفل، فإن الأمر يتعلق أولاً به وبعواطفه الخاصة. بمجرد الابتعاد من الموقف الذي تسبب بالأزمة، يمكننا الترحيب بالعواطف والتعبير عنها (أحياناً بالكلمات، وأحيانًا في صمت)، ومساعدة الطفل على التخلص من طاقته (بالصراخ ، وضرب قدميه بالأرض) وربما عبر معانقته.