علاج الخوف عن طريق اللعب: لمساعدة طفلك على فهم ما يخيفه وفك شفرته واستكشافه تدريجياً، يمكنك منحه الوسائل للتعبير عنه بجميع أشكاله: بواسطة اللعب والرسم والدمى وما إلى ذلك.
يحتاج طفلك إلى السيطرة على خوفه، وبما أنّ اللعب جزء لا يتجزأ من حياته، فهو سيتيح له تسميته بدقة، والتعبير عنه وإخراجه وتعلم كيفية السيطرة عليه… إذا تركت له حرية اختيار الوسيلة، فسوف يعرف كيف يطلب مساعدتك إذا لزم الأمر.
1- ألعاب التقليد
عبر السعي لمواجهة الذات أو إعادة تمثيل السيناريوهات المخيفة أو المؤلمة، سيحاول الطفل أن يعيشها مجدداً بطريقة يسيطر هو فيها على مجرى الأمور، وسيستكشف مشاعره ويعبر عنها، كما سيكتشف أنه يستطيع مواجهة مخاوفه والسيطرة عليها، أي أنه لم يفقد السيطرة على الأحداث أبداً… بل سيعبّر عن نفسه ويبني هويته.
في الوقت الحالي، تحب ليلي (التي تبلغ سنتين من العمر) اللعب مع دميتها وتقضي وقتاً في الشرح لها أن عليها أن تنام وأن عليها ألا تبكي، وأنها ستغني لها حتى تنام. وتقوم بتكرار كلماتنا وتصرفاتنا الرقيقة. إن وضع أطفالها في الفراش للنوم هو في الحقيقة الخطوة الأولى في طقوس ما قبل النوم الخاصة بها. إنها تقوم بترجمة قلقها عند النوم وتجد بنفسها طرقاً لطمأنة نفسها من خلال إعادة تمثيل المشهد. “الدمية نائمة!” حان الآن دور ليلى!”
2- لعبة الغميضة (الاستغماية)
تسمح هذه اللعبة لطفلك بالسيطرة على قلق الانفصال. ويحاول بهذه الطريقة السيطرة على الخوف من أن يجد نفسه وحيداً. بطريقة أخرى: ليلي، البالغة من العمر عامين، تحب الاختباء خلف الستائر لإخافتنا أنا وأبيها. في هذه الحالة، يصبح الخوف من الهجر معكوساً.
3- الأزياء التنكرية
ارتداء زي وحش، أو فارس، أو أميرة، أو بطل خارق… وفقاً للشخصية التي يمكن لطفلك أن يجد نفسه فيها لاختلاق القصص التي يلعب فيها دور البطل الخارق ويطرد خوفه.
بعد بضعة أيام من وقوعه وخضوعه لعملية جراحية في ذراعه، تنكر ليو في هيئة طبيب وادعى أنه يجري عملية جراحية لأخته. تمكنت لو من التعبير عن خوفها وحزنها لرؤية شقيقها يتألم من خلال تقليده وهو يبكي (من دون السخرية منه) وتمكّن ليو من استعادة المراحل الصعبة لحادثته كلها: رجل الإطفاء، قناع الغاز، الألم … فضلاً عن مجموعة من المشاهد الإضافية الكوميدية إلى حد ما!
4- الأنشطة الفنية
الرسم، التلوين، الرقص… يمكن للأنشطة الإبداعية والفنية أن تساعد الطفل على استرجاع مخاوفه، ومشاكله اللاواعية وأن تقوده إلى تحول إيجابي. لا تترددي في ترك الأوراق والأقلام في متناول يده، حتى يتمكّن من رسم الشيء الذي يخافه بحرية. قومي بتحليل ما يرسمه معه وادفعيه بحذر نحو عمق أكبر.
5- الكتب
يمكننا مساعدة الطفل على فهم خوفه واكتشافه عبر الكتب التي تعالج موضوع خوفه: الانتقال من مرحلة الحفّاظ إلى النونية، الزلزال ورجال الإطفاء والعودة إلى المدرسة… سيسمح له هذا بأن يدرك أنه ليس الوحيد الذي يعاني من هذا الخوف وأن ثمة طرق للتغلب عليه. سيتعلم كيف يفهم خوفه ويبتعد عن المبالغة ويعبر عنه، ما سيساعده في التغلب عليه. تساعد الكتب المرء على أن يكبر وتشكّل حياته… كما يمكن أن تمنح طفلك أجنحة ليتجاوز مخاوفه.
سمح الكتاب المصوّر عن “الوحوش المخيفة التي تبدو في ضوء النهار وكأنها أشياء صغيرة مضحكة” بالتخفيف من خوف لوي (التي تبلغ من العمر 4 سنوات) وطمأنتها ومساعدتها على التمييز بشكل أفضل بين العالم الحقيقي والخيال. “لا توجد كتل وبر مضحكة ذات عيون، أليس هذا صحيح يا أمي؟ وبالتالي لا يوجد وحوش كذلك!”
متى يجب استشارة الإخصائي؟
يصبح الخوف مرضياً إذا تسبب بتغيير نوعية حياة الطفل أو سبب له المعاناة. إذا غير طفلك طريقة حياته اليومية، وأصبح القلق شديداً جداً واستمر مع الوقت على الرغم من دعمك، فلا تترددي في استشارة أخصائي!
الطب البديل
إذا كنتِ منفتحة مثلنا على الطب البديل، فلا تترددي في استشارة أخصائي. المعالجون بالطب التجانسي وبتقويم العظام وبعلم الريفلوكسولوجي… يمكنهم أن يساعدوا طفلك على التخلص من بعض العوائق والعراقيل النفسية!