كيف نساعد طفلنا على زرع الثقة بنفسه؟
“الثقة بالنفس هي أحد مفاتيح النجاح. والاستعداد هو أحد مفاتيح الثقة بالنفس.” جوته
كيف يمكننا تفسير المسيرة المذهلة لطفل برازيلي، تحول بعد بلوغه 25 سنة من العمر فحسب إلى أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم مع انتقال تقدر قيمته بأكثر من 222 مليون دولار؟ أو الصعود السياسي لرجل ولد من أب كيني أسود قلب كل التوقعات ودفع نفسه إلى رأس أقوى أمة على هذا الكوكب؟
ما هو القاسم المشترك بين هذين الرجلين؟ إنها الصورة الإيجابية جداً التي يحملانها عن نفسهما، هذه القوة الهادئة والغامضة التي يسمونها الثقة بالنفس. أليس شعار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما “نعم، نحن نستطيع”.
أما عن نجاح نيمار سيلفا في كرة القدم فقد قال: “والدي كان دائماً إلى جانبي منذ أن كنت صغيراً جداً”.
إن دور الوالدين في اكتساب الثقة بالنفس لدى الأطفال يحمل بلا شك دوراً حاسماً.
لهذا السبب سنرى في هذا المقال الجديد كيف يمكن للوالدين تطوير ثقة أطفالهم بنفسهم، منذ الولادة حتى مرحلة المراهقة،
تنمية وزرع الثقة بالنفس لدى طفلنا
يتم اكتساب الثقة بالنفس منذ سن مبكرة. نحن نتحدث هنا عن “تلقين الثقة بالنفس”، مما يعيد إلى الأذهان صورة طفل يتعلم المشي إلى جانب والديه. إنها عملية مستمرة وتدريجية. كلما تمكن من النجاح في خطوة، كلما اكتسب المزيد من الثقة بالنفس.
إليكم عدة أشياء عليكم القيام بها لزرع الثقة بالنفس في شخصية طفلكم:
- قدري جهود طفلك. عندما يحاول طفلك الرضيع (منذ الولادة حتى 12 شهر) التقاط شيء بيديه أو الزحف للوصول إلى لعبة يحبها على سبيل المثال، قولي له: “هيا، استمر! ستتمكن من ذلك!”,
- دعيه يتعلم بنفسه كلما كبر (من عمر سنة حتى 3 سنوات). يتعلم الطفل إلى حد كبير عبر اللعب. لهذا السبب، بدلاً من منعه بشكل منهجي من المشاركة في لعبة تحمل درجة معينة من المخاطرة، يُفضل أن توفري الأمان في النشاط عوضاً عن ذلك. تكمن الفكرة في عدم حمايته بشكل مفرط أو عدم القيام بكل شيء نيابة عنه، إنما بتركه يحرر خياله وقدراته ومهاراته. هناك مثل يقول: “يهز النسر عشه حتى يتعلم صغاره الطيران”.
- ساعديه على التعرف إلى نفسه بنفسه وإثبات نفسه كشخص مستقل متميز (3 إلى 5 سنوات). سيمنعه هذا من الانجرار خلف أفكار الآخرين أو ضمن المجموعة. لمساعدته، يمكنك أن تسأليه عن ذوقه في ألعابه في المنزل، عن ملابسه، عن المهنة التي يتمنى أن يتولاها. كما يمكنك أن تسمحي له بالتعليق على هذا الموضوع أو ذاك، ومن ثم تهنئته بصدق. بالتالي سيعتاد على التعبير عن نفسه بانفتاح، والتحدث عما يفضله بسهولة أكبر..
- عندما تتحدثين مع طفلك – بشكل خاص ابنك المراهق- ساعديه في التعرف على نقاط قوته وهنئيه بصدق على ذلك.
- تجنبي جعل طفلك يشعر بالذنب، أو ما هو أسوأ من ذلك، تجنبي إهانته. قد يؤدي ذلك إلى جعله سجيناً في دوامة من إدانة وجلد الذات حتى حين يصبح راشداً، حيث تؤدي نفس الأسباب إلى نفس النتائج.
- تجنبي إحباط هزيمة طفلك حتى لو لم يرقَ إلى مستوى التوقعات. بل تخيلي أنه في طريقه إلى النجاح واطلبي منه أن يستمر بالمحاولة، وحتى أن يردد بصوت مرتفع “سأنجح!”.
هذا ما يُسمّى عملية الصورة الذهنية.