حماية الأطفال:
يرتبط هذا الاعتقاد بفكرة أنّ الأولاد لا يستطيعون تحمّل خيبة الأمل؛ علماً أن الفعل (= الفشل) لا يعني الهوية (= أنا فاشل). يمكننا أن نختار مواكبة خيبات أمل أطفالنا وإعادة النظر في الأخطاء كفرص للتعلّم بدلاً من اعتبارها نقصاً أو تقصيراً (تقصير في العمل، نقص في المهارات، نقص في التفكير). يمكن للأخطاء أن تعطي مؤشرات حول المفاهيم التي نمّاها الطفل، والروابط التي أقامها بين المعلومات والمهارات التي تنقصه إنما يمكنه اكتسابها مع الوقت.
خيبة أمل الأولاد ليست بالشيء الذي يتوجّب على الراشدين التحكّم به والسيطرة عليه أو منعه بل يجب مواكبته. فجلّ ما يحتاجه الطفل الذي تعرّض لخيبة الأمل هو أن يشعر بأنّ الآخرين يفهمونه ويؤمنون بمشاعره. وهو لا يحتاج إلى حلول أو آراء لأنّ خيبة الأمل لا يمكن إصلاحها أو إزالتها بالنصائح. تحتاج خيبة الأمل فقط إلى مساحة كي تتواجد، ومن المهم أن يُسمح للطفل بأن يشعر بالغضب والحزن عندما يفقد شيئاً ما أو لا يحصل على ما كان يرغب فيه. عندما لا نستطيع الحصول على ما نتمناه، لا نجد أمامنا ما نفعله سوى أن نبكي عليه.
ليس من السهل دوماً أن نجد الكلمات المناسبة للتعامل مع خيبة أمل الأطفال، لكن أن نقول “أنا أصدّقك/وأنا أراك” يسمح في حدّ ذاته بإقامة رابط عاطفيّ. ومهما كان سبب خيبة الأمل (درجة سيئة، خسارة في منافسة ما، رفض منحه حلوى ما…)، يمكن للإقرار بمشاعر الطفل أن تمرّ بجمل كالتالي:
- أرى أنّ أملك قد خاب فعلاً
- أعتقد أنني أدرك إلى أيّ حدّ أنت محبط
- تشعر برغبة في البكاء لشدة ما خاب أملك
- كنت تود كثيراً لو أنّ الأمور سارت بشكل مختلف
- خيبة أملك تبيّن لك ما هو مهم بالنسبة إليك: تشير إلى أنك كنت تودّ أن تنجح/أن تحصل على ما لم تحصل عليه.
- هل تحتاج فقط إلى من يصغي إليك أو إلى نصيحة؟
- هل تريد مني أن أقترح عليك حلاً بعد العناق؟