انتبهوا لما تقولونه لأطفالكم ! كلماتكم سترافقهم طوال حياتهم
كلماتكم سترافقهم :
على الرغم من أنه من الجيد وضع معايير وقيم عالية للطفل، إلا أنه من السام والمؤذي أن نجعله يشعر بأن المجهود الكبير الذي يبذله ليس كافياً أبداً. لا يجب ان يخاف الطفل من القدوم لمواجهتكم حين يفشل في بعض المجالات. يجب أن يتم تشجيعه على التعلم من أخطائه، كما يجب الاحتفال بالانتصارات الصغيرة تماماً كالكبيرة.
وإلا سيكبر الأطفال وهم ينتظرون صوتاً يخبرهم أنهم جيدين بما فيه الكفاية، فهم يظنون أنهم لن يتمكنوا أبداً من النجاح في تحقيق ذلك. سيتقبلون فكرة أنهم لا يستحقون الحياة ويعتقدون أن ما يتلقونه هو كل ما يستحقونه.
الحوار الذاتي السلبي
فكروا في الأمر واسألوا أنفسكم: “ما هو الصوت الداخلي الخاص بكم؟”. الحقيقة هي أن قدومنا من جيل يؤمن بتربية ترتكز على القواعد والانضباط الحازم، جعل الكثيرين منا اليوم يميلون إلى مشاركة حوار خاص وصوت داخلي سلبي.
نعتقد أننا ببساطة نتحرك نحو الأفضل ونتطور، إلا أن الحقيقة هي أننا ببساطة غالباً لا نتقبل أنفسنا كما نحن الآن، ونعاني من صعوبة في محبة الشخص الذي نصبح عليه بشكل كامل. ماذا لو تمكنا من خسارة الخمسة كيلوغرامات من الوزن الزائد أو ماذا لو حصلنا على هذه الترقية، ربما حينها سنصل أخيراً إلى وقت يمكننا فيه ان نفتخر بأنفسنا.
إنه صوت حارسنا الشخصي الذي يكبر والذي، على الرغم من نواياه الجيدة، جعلنا نشعر بأننا لم ننجح أبداً كما يجب.
فصل الفعل أو التصرف عن الشخصية
من المهم أن يقوم الأهل باختيار كلماتهم بعناية حين يقومون بتوبيخ أطفالهم. يجب أن يتم اختيار هذه الكلمات بعناية. بدلاً من أن تقولوا لهم إنكم غاضبين منهم كأشخاص، فسروا لهم أن تصرفهم هو ما سبب انفعالكم. بدلاً من إخبارهم بأنهم كانوا أشخاصاً سيئين، فسروا لهم أن سلوكهم الخاطئ هو الشيء السيء فعلياً.
كلما قمتم بفصل تصرفاتهم وأفعالهم عن شخصياتهم وذاتهم، كلما أصبحوا أقل عرضة لتخزينها واعتبار أنفسهم أشخاصاً سيئين بطبيعتهم.
اعكسوا الأدوار
لدى بعض الأهل الكثير من المسؤوليات لإنجازها، ولا يدركون فعلياً إلى أي مدى يلعب أطفالهم دور المراقبين. يلاحظ الأطفال كل شيء، يمكنهم أن يعرفوا متى يكون أهلهم قلقين ومتوترين وغير قادرين على التعامل مع وجودهم أيضاً. يشعرون حينها بأنهم يشكلون عبئاً. بهذه الطريقة يتطور الصوت الذي يخبرهم بأنهم مزعجين جداً ومتطلبين جداً فقط لأن لديهم احتياجاتهم ومشاعرهم الخاصة.
يجب أن يكون الطفل في ذروة ثقته بنفسه. يجب أن يشعر، بفضل براءته وحبه للحياة، بالرضا عن نفسه. لكن لا ينبغي أن ينطبق ذلك فقط على الأطفال. حتى الأشخاص البالغين يحتاجون أيضاً إلى الإيمان بأنفسهم ومعرفة أنهم يستحقون أن يعيشوا علاقة حب سليمة.
لمجرد أن الصوت الذي في رأسكم يجعلكم تشعرون أحياناً بأن هذا النوع من الحب النقي غير المشروط وهذا النوع من النجاح المحفز ليس مقدراً لأشخاص مثلكم، فهذا لا يعني أن تصدقوا أن ما تفكرون به حقيقي. لديكم القدرة على إعادة صياغة الحوار وتغيير قصتكم لتخبروها بالصوت الذي يناسبكم ويلبي احتياجاتكم بكل فعالية.
التعليقات مغلقة.