ينبغي عليكم مساعدة الأطفال للتغلب على مخاوفهم. للقيام بذلك، من المفيد جداً أن تنفذوا نهجاً من 7 خطوات لينتقل الطفل من الخوف إلى الثقة.
1- الاستماع له بكل تعاطف ووجدان
عندما تستخدمون التعاطف، أنتم تقولون نعم في وجه الخوف. إن تحديد المشاعر التي يشعر بها الطفل من خلال ما نراه يسمح له بالشعور بأننا نفهمه، مما يجعله يشعر بالهدوء دون أن يحاول طرد مشاعره أو الصرير على أسنانه.
بصفتنا آباء، بإمكاننا أن نقول له:”لقد أصابك الفزع! أنا أفهم أنه من المخيف أن تقع.” قد تستمر هذه الخطوة الأولى قدر ما يحتاج الطفل. قد يبكي الطفل ويتعاطف البالغ معه حتى يهدأ، دون أن يستعجله.
2- قول نعم في وجه الخوف
يتعلق الأمر بعكس المشاعر التي يقولها الطفل لذاته وبفتح إمكانية للتغلب على هذا الخوف. على سبيل المثال، قد يقول البالغ ما يلي: “أشعر أنك تخاف المشي مرة أخرى. من الطبيعي ألا ترغب بالقيام بما يخيفك.”
بإمكاننا تفصيل الصور التي يتخيلها الطفل وإعادة صياغة ما يفكر به:” يخبرك صوتك الصغير الداخلي أنك ستقع ولهذا السبب يرفض جسدك النهوض من جديد. ما مدى خوفك من 1 إلى 10؟ أجل، هذه المرحلة تدل على خوف كبير.”
تقديم المساعدة (بدون فرضها)
يمكن للبالغين استخدام التواصل التعاوني لجعل الطفل يشعر بالثقة والدعم الكافي من أجل مواجهة التجربة مرة أخرى: “ربما يمكننا تجربتها معاً. ما رأيك ؟ سنفعل ذلك معاً وسأمسك بيدك طوال الوقت. سأبقى بالقرب منك ويمكنك الاستسلام بمجرد أن تشعر أن الأمر أصبح صعباً للغاية “
البحث عن حل معاً للمحاولة مرة أخرى
تقضي هذه الخطوة بإيجاد فكرة تعيد للطفل شعوره بالقوة. الأمر عبارة عن مسألة تفعيل سيطرته على الموقف دون إثارة رد فعل الهروب أو الشلل.
بإمكاننا حث الطفل من خلال فكرة القيام بخطوات صغيرة: “ما الذي تشعر أنه بإمكانك البدء به؟ تسلق هذا الجدار الصغير؟ انظر ما الذي سنفعله. ستخطو خطوتين فقط وسأمسك بيدك، أيناسبك هذا؟ أخبرني متى تصبح جاهزاً.”
الانتقال إلى مرحلة التنفيذ فقط عندما يصبح الطفل جاهزاً
إن مواجهة الخوف يتعارض مع الضغط. من الأفضل أن تنفذوا الأمر عندما يصبح الطفل جاهزاً، دون أن تضغطوا عليه أو تجبروه. من ناحية أخرى، بإمكاننا وضع خطة، مع تحديد الزمان والمكان، وتشجيع الطفل (من خلال الاستعداد لخفض مستوى التوقعات ومنحه الوقت اللازم).
الطلب من الطفل أن يقيّم الموقف
من المهم أن نسأل الطفل ما إذا كان فخوراً وراضياً عن خطوته الأولى. على سبيل المثال، بإمكانكم تقييم قدرته على التغلب على الخوف من خلال جملٍ كالتالية: “لقد قمت بذلك بمفردك! لقد أمسكت بيدك وحسب. تبدو سعيداً. كيف تشعر؟ هل ترغب بأن تجرب أكثر بعد؟”
إعادة الكرّة كي تتعزز الثقة
تقتضي الفكرة هنا تكرار الفعل في يوم آخر وفي سياق آخر لتعزيز وتقوية ثقة الطفل بنفسه.
تتطلب عملية تنفيذ هذه الخطوات بعض الوقت، وأحياناً الكثير منه اعتماداً على شخصية الطفل ونوع التجربة التي يعيشها. التعاطف هو حجر الأساس الخاص بالثقة والشجاعة. لا يجب تدمير هذا التعاطف من خلال إجبار الطفل غير المستعد على القيام بأي أمر كان.
“لا ينبغي عليكم أن تدفعوه أو أن تفلتوا يده. بإمكانكم امساكه بيده لمرافقته، ولكن ينبغي عليه أن يتخذ الخطوة الأولى، أو أن يرشد نفسه بعناية. لن يؤدي العكس إلا إلى تفعيل وضعية الهرب، وهي بالضبط ما نساعد الطفل لكي يسيطر عليها”. –ألفارو بلباو