إلى كل أم: كيف تستعيدين طاقتك بعد أن وصلت إلى حافة الانهيار؟ (3)
كيف تستعيدين طاقتك:
أنت تفعلين كل ما في وسعك وتمنحين من ذاتك بنسبة 100% كي تري عائلتك مرتاحة إلا أنّ هذا لا يكفي أبداً. لقد وصلت إلى مرحلة تقللين فيها من قيمة ذاتك، وتشعرين فيها أنك معدومة الطاقة… وكأنك قطعة قديمة من عجلة تالفة.
ركّزي على عزلتك
إلى من ستتحدثين؟ هل تتحدثين في الموضوع مع أحد؟ أهناك من أذن صاغية في محيطك، أذن صبورة تساعدك على إخراج ما تشعرين به من دون إصدار الأحكام؟
هل تدركين إلى أيّ حدّ لست الوحيدة التي تعاني من الإرهاق كأم، وإلى أيّ حدّ تحتاجين إلى إفراغ ما في جعبتك؟
هذا سخيف ولا يحلّ الأمور كلها لكن التحدّث عما يزعجنا سيجعلنا نشعر ببعض التحسّن. عندما نتذكّر أنّ الإرهاق يتأتى في جزء كبير منه عن عدم وجود من يُصغي إلينا، يصبح الأمر منطقياً.
أن تتكلمي يعني أن تسمحي لنفسك بأن تعيشي المشاعر والأحاسيس وأن تتقبليها كي تتمكني من العمل عليها.
أنت تظهرين الكثير من الصبر
بانتظار أيام أفضل. قد يبدو هذا الحل حكيماً إلا أنه ليس كذلك بما أنّ الإرهاق عارض يستقر ببطء، بفعل التكرار والاستمرار. إنه نتيجة أشهر وسنوات عديدة من الانتظار والتسامح والتنازل والصبر في مواجهة أسباب عالقة لم يتم حلها.
إنّ هذه الأسباب متعددة ويمكن أن تكون مرتبطة بالتنظيم، بالعلاقة، بالطاقة وهي تتراكم فتزيد من طول لائحة الدين الذي يقودك بشكل محتم نحو الإرهاق والانفصال وحتى الاكتئاب في الحالات الأكثر خطورة.
إن كنت تقرئين هذا المقال، فهذا يعني أنك تحتاجين إليه. تحتاجين إلى ايجاد حلول أو إلى التعبير وحسب بكلمات واضحة عما تشعرين به، وفهم ما تعيشينه، عن قرب أو عن بعد.
تبددين طاقتك حيث لا داعي لذلك
أنت مرهقة. أعلم هذا. فلا داعي للهلع. وما الذي يحصل عندما نصاب بالهلع؟
نركض في كافة الاتجاهات. ولا نركّز طاقتنا حيث نحتاجها فعلاً ما يحول دون تقدّمنا. نبدأ 1000 ورشة ونعجز عن إنهائها. ويترك هذا أثرين محبطين:
- يحرمنا من الشعور بالانجاز
- يزيد من عبئنا الفكري
وهذا هو المزيج المناسب للوصول إلى حالة من الإرهاق والانهيار الشديدين.
عندما ترهقك شؤونك اليوميّة، لا بد من أن تعتمدي خيارات واعية وأن تحددي الأولويات لتبدأي بالخطوات المعجّلة التي تعطيك الحد الأقصى من النتائج وفي أسرع وقت ممكن.
وعندما أتحدث عن نتيجة أقصد:
- الشعور بالانجاز
- وتفريغ العبء الذهني.
- حسن، كيف نفعل ذلك؟
استخدمي طاقتك حيث تحتاجينها أكثر
احملي ورقة وقلم واكتبي كافة انشغالاتك الحالية. أعباء العمل، العلاقات العائليّة الفاشلة، الأعمال المنزلية، الافتقار إلى الطاقة…
بعدئذ، اختاري المسألة التي تثير قلقك أكثر من سواها في هذه اللحظة، تلك التي تمنعك من أن تعملي بشكل صحيح، التي تستنزف طاقتك، التي تجعلك تتصببين عرقاً بارداً أو التي تمنعك من النوم.
ستركّزين على هذا الانشغال وستسجلين في مكان آخر أسفل الورقة:
- ما تحتاجينه كي ترتاحي
- 3 خطوات عملية يمكنك القيام بها منذ هذه اللحظة لتصحيح المسار
لنأخذ مثالاً على ذلك: أشعر في هذه الفترة أني مرهقة ومضغوطة إلى حدّ أني لا أنام سوى 6 ساعات في الليلة الواحدة. وأنا أحتاج إلى 8 ساعات على الأقل لكي أعمل بطاقة كاملة ما يعني أني أحتاج أن أنام ساعتين إضافيين في اليوم.
ولهذه الغاية، سأفعل التالي:
- أوكل المهام كذا إلى زوجي لأخفف العبء عن كاهلي
- أعدّل مواعيد نوم الأولاد
- أعدّل روتين نومي (أطفئ التلفزيون في وقت أبكر، أقرأ كتاباً كي أغفو بسهولة أكبر…)
التعليقات مغلقة.