أنواع الفتيات الشّريرات
يجب ألاّ ينسى الأهل أن جميع الفتيات الشرّيرات أو العدائيات اللواتي تقابلهن بناتهم لديهن أسبابهن للتصرّف على هذا النحو. وغالباً ما تنشأ هذه الأسباب من حياتهن العائلية، من الطريقة التي تربين بها، أو من ما شاهدنه في تعامل أهلهن مع الآخرين. فعلى سبيل المثال، إذا رأين أهلهن يتلاعبون بأصدقائهم، فقد يصبحن متلاعبات بدورهن. أو إذا كان الأهل ينهمكون باستمرار بالقيل والقال وبنشر الشائعات عن جيرانهم، فإن بناتهم سيصبحن ثرثارات بدورهن.
معلومة ضرورية
انتبهي (وزوجك أيضاً) لطريقة معاملتك للنساء. إذا كنت لطيفة أمامهنّ ولكن تنتقدينهن وتبدين تعليقات تحطّ من قدرهن أمام الآخرين، فإنّك تعلّمين ابنتك أن تصبح مؤذية وستكبر لتصبح امرأة شابة تطعن بالظهر.
ولكن مهما أصبحت بعض الفتيات ماهرات في تدبير المكائد السلبية للآخرين، فهنّ نادراً ما يشعرن بالرضا عن ذواتهن. في الحقيقة، تشعر غالبيتهنّ بالبؤس والتعاسة، وعبر التهجّم على ابنتك وأصدقائها ـ شفهياً في الغالب ـ يردن أن يجعلن الفتيات الأخريات يشعرن بالتعاسة أيضاً. استناداً إلى سلوكهن فقط، يمكن توزيع هؤلاء الفتيات الشرّيرات في الفئات التالية:
المتعاليات: تحكم هؤلاء الفتيات على العالم وعلى ابنتك وعلى الفتيات الأخريات استناداً فقط إلى «ثروتهن» أو معارفهن من الأشخاص المشهورين (في حال وجدوا).
الثرثارات: تحبّ هؤلاء الفتيات نشر الأخبار والمعلومات، خصوصاً إذا كانت سلبية، ويملن أيضاً إلى المبالغة فيها.
المضايِقات: تستمتع هؤلاء الفتيات بإيجاد نقطة ضعف أو نقطة مؤلمة عند الفتيات الأخريات، ومنهن ابنتك، ويضايقهن بشأنها باستمرار بطريقة شرّيرة وجارحة.
المتنمِّرات (bullies): هؤلاء الفتيات، وهنّ أندر من الأخريات، يهدّدن الفتيات الأخريات بإيذائهن جسدياً أو يؤذينهن فعلاً.
الخائنات: يمكن أن تصبح هؤلاء الفتيات خطرات نفسياً على المدى البعيد. يكسبن ثقة ابنتك العمياء ثم يخنّها بالكلام أو بالفعل، ويمكنهن بالتالي التسبّب بجروح تدوم طويلاً.
الصديقات العدوات على الانترنت:
تتصرّف هؤلاء الفتيات بلطف وكياسة شخصياً لكنهنّ يطلقن العنان للؤمهنّ وكيدهن على الانترنت. يدّعين أنهن صديقات ابنتك في حين أنهن عدوات جبانات يردن إذلال ابنتك عبر الرسائل القصيرة، البريد الالكتروني والفايسبوك.
المتنمّرات على الإنترنت:
تسعى هؤلاء الفتيات (النادرات في الواقع) إلى التسبّب بأكبر قدر ممكن من الأذى. إنهن خبيرات في الكمبيوتر وهوايتهن نشر الشائعات المؤذية عن الفتيات الأخريات، عبر التسلّل إلى حسابات البريد الالكتروني، إرسال الفيروسات وهلمّ جرًّا، حتى بعد إنذارهن بالكفّ عن ذلك.
إن اجتماع بعض هذه الأنواع من الفتيات الشرّيرات، إضافة إلى جوّ سيء في المدرسة، قد يقود إلى عواقب مأساوية.
وقائع
يُعتقد أن المضايقات والإهانات المستمرّة والواسعة الانتشار قد دفعت بغيبي برينس، ابنة الخامسة عشرة، إلى الانتحار في أميركا في العام 2010. وعلى إثر هذه المأساة الجديدة، صيغت كلمة جديدة هي «bullycide» أو الانتحار نتيجة اكتئاب ناشئ عن التعرّض للتنمّر.
تذكّري دائماً أن هؤلاء الفتيات لا يولدن شرّيرات لكنّهن يصبحن كذلك في ما بعد. الفتاة القاسية مع الآخرين هي وليدة بيئتها، مثلما ان ابنتك وليدة بيئتها. من المحزن أن نقول ذلك، لكنّ بعض الفتيات يأتين من بيوت حيث التعالي ونشر الإشاعات والثرثرة والمضايقة الساخرة والتنمّر والخيانة ـ في الحياة الواقعية أو على الكمبيوتر ـ أمور تحدث كل يوم. فيتعلّمن هذه الأنماط من السلوك من أهلهن وأيضاً من أخوتهن وأخواتهن.
لهذا السبب، يجب أن تفهم ابنتك أن تصرّفات الفتيات الأخريات التي يتعمّدن من خلالها إيذاء ومضايقة الآخرين متجذّرة في خلفيتهن الشخصية وأن عليها الشعور بالشفقة حيال الفتيات اللواتي أُهمِلت تنمية شخصيّتهن وخُلُقهن، ولكن هذا لا يعذر سلوكهن.
تكتيك الفتيات الشرّيرات
في حال استهدفت بعض الفتيات الشرّيرات ابنتك، عليها أن تعرف كيف تتعامل معهن وتدافع عن نفسها. من الأفضل دائماً الافتراض أنها ستتعرّض في وقت ما من حياتها المدرسية إلى تعليقات فظّة أو مضايقات أخرى على يد فتيات أخريات. وبالتالي فإن مقاربة عامّة للتصرّفات السيّئة الشائعة، مثل نظرات الازدراء، تعابير الاشمئزاز، أو الابتعاد أو الاستدارة فجأة، ستكون مفيدة لها. إليك بعض الطرق التكتيكية التي يمكن أن تستخدمها ابنتك.
- لا تعتبري التصرفات الشرّيرة مسألةً شخصية أبداً.
- حاولي الشعور بالأسى حيال الفتاة التي تتصرّف على هذا النحو.
- لا تلجأي أبداً إلى نفس السلوك.
- حاولي الإمساك بزمام الأمور بأن تقولي هازئةً «آسفة، لم أدرك أنك تمرّين بيوم سيء».
- تمرني أيضاً مع ابنتك على طريقة الوقوف في وضعية قوية وواثقة، بحيث يكون ظهرها مستقيماً ورأسها مرفوعاً وتقف في مواجهة الفتاة التي تحاول الحط من قدرها.
- قولي لها إن باستطاعتها أن تجعل الفتيات الشرّيرات يبتعدن مسرعات من خلال نظرتها وطريقة تصرّفها وعلامات الثقة بالنفس التي تبديها، وما يجدر تذكّره بخصوص الفتيات الشرّيرات هو أنهن يبحثن عادةً عن الفتاة الأكثر خجلاً وهدوءً في الحشد ويتركن الفتيات القويّات وشأنهن. ولكي تمسك ابنتك بزمام الأمور في موقف سلبي يجب أن تكون متمكّنة من نفسها. ادعمي ابنتك بحيث لا تكون ممسحة قدمين. مرّنيها على كيفية اتخاذ موقف حازم في وجه الفتيات الفظّات.
وينبغي أيضاً أن تحرصي على أن يكون لدى ابنتك زملاء يقونها من الاستهداف ويمنحونها شبكة دعم تسمح لها أيضاً بالتنفيس عن شعورها بالإحباط والخيبة