قصة صدى الكلمات الطيبة:
ذات مرة، كان هناك راعي صغير جداً يسير في درب جبلي جديد مع أغنامه. فجأة بدا له كأنه يسمع صوت أجراس قطيع آخر. فقال بصوت مرتفع:
- من يسكن هنا؟
فسمع صوتاً خافتاً يجيب: - من يسكن هنا؟ من يسكن هنا؟ من يسكن هنا؟
اقتنع نتيجة هذا الرد أن هناك رعاة آخرين في هذا الجبل. فصرخ قائلاً: - أين أنتم؟ لا أستطيع أن أراكم.
فكان الرد: - لا أستطيع أن أراكم. لا أستطيع أن أراكم. لا أستطيع أن أراكم.
ثم صرخ بأعلى صوته: - لماذا تختبئون؟
فكان الرد: - تختبئون، تختبئون، تختبئون.
فصرخ الراعي بغضب: - أظهروا أنفسكم أيها الأغبياء!
فجاء الرد: - أغبياء، أغبياء، أغبياء.
أصيب بالهلع بسبب هذه الشتائم. فجمع أغنامه فوراً واتجه في طريق العودة. رآه شيخ حكيم يعود على عجلة فسأله: - هل هناك مشكلة؟ يبدو وكأنك رأيتَ مجموعة من الذئاب!
ففسر الراعي للشيخ أن هناك أشخاصاً يختبئون في الجبل يسخرون منه. فهم الشيخ العجوز أن الراعي الصغير قد أخاف نفسه عند سماع صدى صوته. وقرر أن يستغل هذه الفرصة ليعلمه درساً: - الكون هو الذي يرد عليك. لا تخف، هو لا يريد أن يؤذيك. لكن للتحدث معه عليك أن تختار عبارات ودية. غداً، حين تعود إلى الجبل، ابدأ بإلقاء التحية.
في اليوم التالي، بمجرد وصول الراعي إلى الجبل، قال بصوت عالٍ:
- صباح الخير.
فرد الصدى: - صباح الخير، صباح الخير، صباح الخير.
فأضاف الراعي الصغير قائلاً: - أنا صديقك!
فرد الصدى: - صديقك، صديقك، صديقك.
فغادر الخوف قلب الراعي الصغير. واستنتج أنه كلما استخدم عبارات لطيفة وودية، سيرد عليه الكون بنفس الطريقة. وحين أصبح بالغاً، لم ينسَ يوماً هذا الدرس.