الشعور بالظلم عند الولد: ماذا تفعلين لئلا يحزن مجدداً؟

الشعور بالظلم

من منا لم تسمع ولدها يقول: “هذا ليس عادلاً! قلت له هذا… وأنا لم تقولي لي شيئاً!” أو “أنّبتني المعلّمة علماً أني لم أفعل شيئاً” أو حتى “لِمَ أنا مجبر على أن… في حين أنّ فلان، أنت، أخي الأصغر، بابا نويل، لا…”

باختصار، لا بدّ أنك أدركت أنّ الأطفال غالباً ما يشعرون بالصدمة من غياب العدالة في العالم (وخصوصاً ما يطالهم عن قرب). ويمكن لهذا الشعور أن يولّد الحزن والغضب والاستسلام وكافة أنواع المشاعر السلبيّة العنيفة نسبياً.

وبما أننا لم نجد وسائل فعّالة بحقّ لمواجهة الظلم (هل وجدت أنت؟)، نجد أنفسنا في أغلب الأحيان عاجزين أمام هذا السؤال. ولن تفيد كثيراً كلمة “ستُفرج” أو عبارة “لا بدّ من أن تتغيّر الأمور” بنبرة لا تعكس الكثير من الاقتناع، أو حتى “كن عاقلاً، لا يمكننا أن نحصل على كل ما نريده” أو “أنت تكذب، فالمعلمة ما كانت لتؤنّبك لو لم تفعل شيئاً” (ما يعزز أكثر شعوره بأنّ الأرض برمتها لا تفهمه وترفضه).

من الصعب أن نجد كلاماً ذكياً ومفيداً نقوله، فمن الظلم في نهاية الأمر أن يكون طفلي حزيناً أو غاضباً إلى هذا الحدّ في حين أني أفعل كل ما في وسعي من أجله على امتداد النهار، أليس كذلك؟

فشل الطفل المفضل
Freepik License
شجرة الأسرار لمعالجة الشعور بالظلم

1- يجد الطفل لنفسه مساحة حيث يمكنه أن يقول ما يشاء، حيث يمكنه أن يعبّر كما يحلو له (من دون أن يُحدث ضجيجاً رحمةً بأذنيّ المتعبتين)

2- النصيحة التي تقدّمها له الشجرة ليست سوى صوت الطفل الداخلي، الذي يزخر دوماً بالمنطق والأفكار الجيدة، شرط أن يتكبّد عناء الإصغاء إليه. (ويمكن أن يتقبّل هذه النصيحة أكثر من أيّ نصيحة أخرى توجهينها أنت أو أنا أو أيّ شخص آخر إليه بشكل مباشر).

تفعيل الطريقة
رسمت ابنتي شجرتها وقصّتها لتحملها معها. وأضافت إليها ورقة سحريّة بألوان قوس قزح.
  • بعدئذ، أكّدت لي: “لا أسمع ما تقوله لي!”
  • “انصتي جيداً. قد يتطلّب هذا بعض الوقت، لعلك ستسمعين جوابها بعد بضع ساعات أو بضعة أيام.”
في اليوم التالي، وفيما نحن نتوجّه إلى المدرسة:
  • “لا أرغب في الذهاب إلى المدرسة!… ترفض رفيقاتي اللعب معي أثناء الاستراحة!”
  • “يمكنك لربما أن تتحدّثي في هذا الموضوع إلى شجرتك؟”
  • “لكنني لم أجلبها معي!” (الرسم)
  • “شجرتك في رأسك ويمكنك أن تذهبي لرؤيتها متى شئتِ”
عند مغادرة المدرسة:
  • “هل تحدّثتِ إلى شجرتك؟”
  • (أجابت بكل فخر ومع ابتسامة صغيرة) “نعم، مرتين!”

لا أعلم ما الحديث الذي تبادلاه إنما يبدو لي من التعبير المرتسم على وجهها أنّ الحوار كان لطيفاً جداً فقررت أنا أيضاً أن أصنع لنفسي شجرة، ولِمَ لا!… حسن، هذا صحيح، لمَ يكون لديها هي شجرة في حين ليس لديّ واحدة أنا؟

التعليقات مغلقة.