لماذا تأليف القصص هو أنجح طريقة للتواصل مع طفلك ؟

أنجح طريقة للتواصل مع طفلك:
إن تأليف قصة يعني أن تتواصلوا مع طفلكم بكل خفة ولطف. ليست مسألة انضباط أو تعلم. في هذا الأثناء أنتم لا تتوقعون أو تنتظرون شيئاً من طفلكم، وهو يعلم ذلك.

هذا الأمر ينتزع فتيل التوترات بشكل مباشر ويساهم في جعل طفلكم يتخلى عن عقباته كلها على الفور.

طفلكم فضولي بطبيعته ومليء بالخيال. ليس فقط لأنه يحب القصص، في الواقع هو يعيش داخل القصة. إنه يعيد ترتيب ما يراه في رأسه باستمرار، يخلق الروابط، ويؤلف روابط منطقية لا يمكن أن تتوقعوها.

طفلكم يعلم أن الوحوش والأشباح غير موجودة – لطالما تم إخباره بذلك. لكنه في الوقت نفسه، يعلم أيضاً أنه يشعر بخوف شديد حين يكون عليه الذهاب إلى الحمام بمفرده مساء، وهذا الخوف حقيقي جداً. لكننا نكرر له طيلة اليوم أنه يجب أن يكون منطقياً وعاقلاً.

على عكس ذلك، حين تروون قصة خيالية، يستطيع طفلكم الاستسلام أخيراً لخياله.

لديه الحق في أن يخاف من الوحوش، حتى أنهم موجودون في القصة لإخافته. ولا يوجد أي مشكلة في الالتقاء ببيكاتشو أو سبايدرمان في إحدى زوايا الغابة: يمكنهم التغلب على تنين مخيف بسهولة أكبر إذا قاموا بشل حركته داخل شبكة عنكبوتية قبل شن هجوم الكرة الكهربائية، وما إلى ذلك…

بالإضافة إلى ذلك، أنتم فقط تستطيعون اختيار الأشخاص والأماكن التي تشبهه أكثر. أنتم مَن يعرف إذا كانت التنانين ترعبه أو تبهره، وإذا كانت الغابة مكاناً مقلقاً مليئاً بالوحوش بالنسبة إليه أو مكاناً مألوفاً وآمناً.

أخيراً، من خلال تقديم وقت هادئ مطمئن لطفلكم حيث يمكنه أن يكون طفلاً بالكامل، عبر اصطحابه إلى عالم تم إنشاءه خصيصاً له، فإنكم تبنون علاقة معه بشكل طبيعي. إنه سعيد وأنتم كذلك.

لكن كيف يمكنكم فعل ذلك بشكل ملموس؟

المفاتيح الخمسة الأساسية لتأليف قصتكم الخيالية الأولى:
هناك العديد من طرق تأليف قصة تتكيف مع طفلكم. ومع ذلك، أنصحكم أن تعتمدوا في البداية على الخطوات الخمس التالية التي تعطي دائماً نتائج ممتازة وفق تجربتي:
  1. أثيروا فضوله: في الصباح أو عند العودة من المدرسة أخبروه أنكم ستخبرونه قصة خيالية في المساء.
  2. اجلسوا بشكل مريح وقوموا بإخفات الضوء. الظلام يحفز الخيال ويجعل فوراً الوحوش أكثر إخافة والكنوز أكثر روعة.
  3. ابدأوا بالعبارة المعتادة “في يوم من الأيام…”. للبدء بالقصة، اختاروا بطلاً يمكن أن يتعرف عليه طفلكم: فارس صغير، ساحرة صغيرة، قزم الغابة.
  4. ثم أدخلوا مشكلة يجب أن يتمكن البطل من التغلب عليها: “لكن ذات يوم…”. يجب أن يحارب الفارس وحشاً مخيفاً، أو تعثر الساحرة على الشخص الذي سرق مكنستها السحرية، أو أن يجد القزم هدية لعيد ميلاد صديقه السنجاب.
  5. أنهوا القصة بوضوح عبر العودة إلى وضع خالٍ من التوتر: “ومنذ ذلك اليوم، عاش/عاشت بسعادة”.
  • النصيحة رقم 1: اختاروا بطلاً يرتبط بمحاور اهتمام طفلكم: عالم فضاء، فارس، أميرة، ديناصور.
  • النصيحة رقم 2: اجعلوا جمهوركم يشارك. اسألوه ما الذي من الممكن أن يفعله البطل لحل المشكلة؛ قد تتفاجأون باقتراحاته.
  • النصيحة رقم 3: ابقوا واضحين وابدأوا بقصص قصيرة.
ماذا لو لم يكن لديكم خيال واسع؟

الخيال شيء مرن! كلما دربناه كلما أصبح الأمر أسهل. مع الأسف، المناهج التربوية ومن ثم الحياة العملية جعلتنا نعتاد على عدم استخدام إبداعنا.

لكن على الرغم من ذلك، لدينا جميعاً هذه القدرة على تأليف الصور والأفكار. كما أنه من الرائع إعادة اكتشاف قوة خيالكم عندما تؤلفون القصص. ستحررون أنفسكم بشكل تدريجي، وستغامرون وستتسلسل الأفكار بشكل طبيعي.
أتريدون معرفة ما إذا كان طفلكم يحب القصص الخيالية؟ الأمر سهل جداً: اسألوه على الفور إن كان مهتماً بتأليف قصة هذا المساء.

إذا رأيتم نجوماً تلمع في عينيه، فهذا يعني أن تأليف قصص خيالية مع طفلكم أمر يستحق المحاولة. سيكون لديكم وسيلة للتواصل مع طفلكم ببساطة أثناء الاستمتاع.

التعليقات مغلقة.