هل طفلي سعيد أو تعيس في المدرسة؟
طفلي سعيد أو تعيس في المدرسة: إن الأطفال الذين يسعدهم الذهاب إلى المدرسة موجودون. إنهم غالباً الأطفال الذين تناسبهم أساليب تعلم قريبة من أساليب التعلم المستخدمة في المدرسة. وهم غالباً الأطفال الذين يعتني بهم مدرسون جيدون. انتبهوا: السعادة لا تعني عدم وجود صعوبات.
أود أيضاً أن أحدد أنه كي تكون طفلاً سعيداً في المدرسة لا يكفي أن تكون “جيداً في الصف” و “تحصل على تسهيلات”.
تعتمد سعادة الطفل في المدرسة أيضاً على:
- احترام وتيرته الخاصة في التعلم
- الحفاظ على حماسه للتعلم
- علاقاته مع أستاذه أو أساتذته، ومع باقي الأطفال.
أود أن أشير أيضاً إلى أن بعض الأطفال الذين ليسوا سعداء، قد لا يكون عدم شعورهم بالسعادة ناتج بالضرورة عن عوامل متعلقة بالمدرسة، بل بسبب مشاكل أسرية أو مشاكل أخرى.
لا يعني التفكير في المدرسة أن هذا العنصر فقط هو الذي يؤخذ في الاعتبار. إذ يواجه بعض الأطفال صعوبات ومشاكل عائلية كبيرة وظروفاً صعبة (تهجير، حرب، مرض، مأساة…). في هذا النوع من المواقف، غالباً ما تكون المدرسة مفيدة.
الأطفال التعساء (غير السعداء في المدرسة)، هم غالباً:
- أطفال يشعرون بالملل لأن المناهج التعليمية تسير ببطء، ولأن لديهم قدرة تعلم أعلى من المتوسط.. أو أطفال يعانون من صعوبات (الفشل الدراسي) لأن وتيرة الدراسة تتم بشكل سريع جداً بالنسبة إليهم، لأنه ليس لديهم الوقت للتمعن في ما تعلموه، وما إلى ذلك.
- أطفال لا يتم احترام وتيرتهم الخاصة في التعلم: يُطلب منهم دائماً أن يسرعوا ويتم انتقادهم لكونهم بطيئين جداً (أو العكس لكونهم متسرعين وغير صبورين). الطفل الذي يتم انتقاده باستمرار وعرقلته بسبب وتيرته الخاصة هو طفل يفقد الرغبة والحماس الضروريين للغاية (بل يمكنني القول إنهما أساسيان) للنجاح على صعيد التعلم والحياة.
- أطفال يشعرون أنهم في السجن: يحتاج بعض الأطفال إلى التحرك من أجل التعلم، ويحتاجون إلى التحدث كي يفهموا، وإلى الاتصال بالآخرين لمساعدتهم والحصول على المساعدة منهم. هؤلاء الأطفال لا يفهمون سبب منعهم عن كل هذا ويتعايشون مع الأمر بشكل سيء للغاية لأن جزء من أنفسهم يسير ويعمل بهذه الطريقة. فالطفل الذي يشعر بأنه في سجن سوف يستسلم سريعاً ويفقد حماسه ويدخل في دوامة من الفشل الأكاديمي. إن عدد الطلاب الكبير في الفصل، الذي يعد السبب الرئيسي لهذه القيود، صعوبة مفروضة على الطلاب كما على المعلم (الذي يجد نفسه عالقاً بين الأهل ومتطلباتهم).
- هناك أطفال يشعرون بأنه يتم الحكم عليهم وبأنهم غير محبوبين أو مرفوضين (منبوذين): سواء كان ذلك مجرد شعور أو حقيقة، لا يجب إهمال هذه المشاعر أبداً. أنتم تعرفون إلى أي مدى من السهل العثور على حجة. يكفي أي سبب: جسدي بشكل خاص (لون البشرة، لون الشعر، الطول …)، يتعلق بحياة الطفل (طفل من ديانة أخرى، طفل لديه أمّان…)، كفاءة خاصة (أفضل طفل في الفصل)، أو بالعكس نقطة ضعف (“نكرة-فاشل” في الرياضة)… يمكن للمدرسين (مثل أي شخص آخر حتى من دائرة الأسرة) رفض أطفال معينين ونبذهم. تذكروا أن الطفل لا يبدأ في أن يصبح مشكلة بحد ذاته سوى في العمر الذي يبدأ فيه بإدراك أنه يمثل مشكلة. حينها تبدأ عملية تدمير الذات والرفض.
التعليقات مغلقة.