تعليم جدول الضرب:
في كتابها “اجعلوهم ينجحون في الرياضيات”، تقترح أرميل جانينه مقاربة تعليميّة تقوم على الاستيعاب العقلي لفهم معنى عمليات الضرب بشكل جيد.
تشرح أنّ عمليات الضرب تروي تسلسلاً زمنياً. وتستعيد المعنى الاشتقاقي: عملية طيّ الحبل ذي العقد مرات عدة (هذا الحبل الذي كان البناؤون يستخدمونه في القرون الوسطى).
في هذه العمليّة، لا يروي الرقمان الموجودان الشيء نفسه. في 3 * 12، يتمتع الرقم 12 ببُعد مكاني بما أنه يتحدّث عن الأشياء فيما يتمتع الرقم 3 ببُعد زماني لأنه يروي التكرار.
- نقول باللغة العربية: سآخذ 3 مرات الكمية 12
- وبلغة الرياضيات، نقول: أضرب الرقم 12 بالرقم 3
- نكتب 3 * 12، وهو ناتج الرقمين 12 و3
- يمكننا أن نجري العملية الحسابيّة: 12 * 3= 36
وبما أنّ الضرب يروي تسلسلاً زمنياً للأفعال، فيمكن (وينبغي بحسب أرميل جانينه) أن يعيشه الأطفال زمانياً. غالباً ما تُقدّم العملية في المدرسة في حالتها النهائية: رسم 3 حزمات من 12.
تقترح أرميل جانينه نشاطاً حيث يتوجّب على الأطفال أن يتنقّلوا ليجلبوا مرات عدة الكمية نفسها من الأشياء.
يضع الراشد أغراضاً في صندوق. يطلب من الأولاد أن يذهبوا لإحضار 12 غرضاً وأن يعودوا لوضعها على المكتب مرة أولى، ومن ثم مرة ثانية ومن ثم مرة ثالثة.
بعد انتهاء الرحلات الثلاث، يقترح الراشد على الأطفال أن يعيشوا مجدداً ما جرى للتو في أذهانهم ومن ثم أن يعبّروا بالكلام عما فعلوه (التنقّلات وهدف هذه التنقّلات). تكمن الفكرة في جعل الأطفال يعبّرون عن الاختلاف في التركيبة بين الرقمين 12 و3: الرقم 12 هو المكان أو المساحة إذ يمكننا أن نأخذ كمية من الأغراض بين أيدينا والرقم 3 هو الوقت أو الزمان (إنها الرحلات).
يمكن للراشد أن يطلب من أطفال آخرين أن يقوموا بالرحلات نفسها ثم يجعلهم يفكرون بالمسألة التالية: ماذا لو ذهبنا 12 مرة لنُحضر 3 أغراض؟”. ستكون النتيجة نفسها إنما ستختلف القصة!
نتيجة النشاط: اسألوا ماذا يمكن أن يحدث إذا توجّب على الأولاد أن يجلبوا 12 غرضاً مرتين فقط، ومن ثم مرة واحدة، وأخيراً ولا مرة. أو إذا كان عليهم ألا يجلبوا أيّ غرض 3 مرات!
الهدف من هو ابراز دور الرقم 1 والصفر في عمليات وجدول الضرب.