تقيم علامات المدرسة:
الحياة هي أكثر من مجرد السعي خلف الدرجات (العلامات) الجيدة
من أجل بيئة منفتحة وراشدين ودودين
في كتابهما “كل الأولاد موهوبون”، يشير جيرالد هوثر وأولي هاوزر إلى أنه ليس قانوناً من قوانين الطبيعة أن نرى فضول الأولاد وحماسهم يتراجعان خلال مراحل الدراسة.
يذكّر جيرالد هوثر وأولي هاوزر بأن كل طفل يبدأ رحلته في الحياة مزوّداً بمجموعة من الإمكانات المتنوعة. يقوم دور التعليم والتربية على تأمين بيئة غنيّة ومنفتحة حيث يجد الأولاد لذة في استكشاف كل شيء واكتشافه. وتترافق هذه البيئة مع تقبّل غير مشروط من قبل الراشدين: يحتاج الأولاد لأن يشعروا بأنهم مقبولون، ودعونا نجرؤ على أن نقول محبوبون كما هم، وأنّ الراشدين ينظرون إليهم مع مجموع مواهبهم (يمكن أن تكون مواهب في الرسم، في تسلّق الأشجار أو العناية بالحيوانات، كما يمكن أن تكون في حلّ مسائل الرياضيات أو كتابة المقالات والأطروحات).
لبيئة خالية من العقوبة/المكافأة
يلفت جيرالد هوثر وأولي هاوزر انتباه الأهل والمربين والمدرّسين إلى أنّ الأطفال والمراهقين يتفتحون عندما يدركون أنّ الآخرين يحتاجون إليهم في الواقع والحياة الحقيقيّة (وليس في أوضاع مدرسيّة مفتعلة أو لقاء مكافأة أو خوفاً من العقاب وهذا أسوأ).
يحتاج الصغار لأن يشعروا بأننا نعتمد على إبداعهم لايجاد حلول جديدة، وعلى التزامهم لتطبيق الأفكار الجيدة، وعلى تعاونهم الحرّ في الحياة اليوميّة (من دون اللجوء إلى نظام العقاب/المكافأة). يحتاج الصغار إلى هذا النوع من التجارب والعلاقات لكي يدركوا أهميتهم وفاعليتهم الشخصيّة ومساهمتهم في المجموعة.
يقود نظام العقاب/المكافأة، الدرجات/الترتيب، الأولاد منذ الطفولة إلى عدم اعتبار ما يقومون به عملاً شخصياً. ونتيجة لذلك، ينظر الأطفال إلى أنفسهم “كأشياء” وليس ككائنات قادرة على تقرير مصيرها وتتمتع بمواهب ومشاعر ورغبات وبزخم شخصيّ.
بالتالي، عندما لا يتلقّى الأطفال ما يحتاجونه (حرارة انسانيّة، بيئة غنيّة ومبادرة شخصيّة) سيعانون ويبحثون عن حلول لتسكين هذه المعاناة. إنها ظاهرة التعويض. يمكن للألعاب الالكترونية أن تشكّل بديلاً عن الدفء الانساني والوقت النوعيّ الذي يمكن أن يقضيه الطفل مع راشدين يشجعونه ويمنحونه بعضاً من وقتهم.
الحياة أكثر من مجرد سعيّ خلف الدرجات الجيدة
يرى جيرالد هوثر وأولي هاوزر أنه لا ينبغي الخلط بين المواهب والدرجات الجيدة، كما أنّ المعدّل الجيد يجب ألا يكون المتغيّر الوحيد الذي يؤخذ بعين الاعتبار للالتحاق بهذا الفرع أو ذاك (الإبداع، الذكاء العاطفي والاجتماعي، والعقل الناقد، والقدرة على العمل ضمن مجموعة أو حتى الدرجات الممتازة في مادة محددة ما يشير إلى موهبة معيّنة، كل هذه المسائل تتمتع بقيمة كبيرة).
الحياة هي أكثر من سعي خلف الدرجات الجيدة. الحياة هي أكثر من استعداد للامتحانات. يمكن للأولاد أن يقوموا بشيء آخر غير النظر إلى تقرير المدرسة. أن نقلّص كل ما هم قادرون على القيام به ونحدّه بالدرجات التي يحصلون عليها في المدرسة هو إهانة لهم. – جيرالد هوثر وأولي هاوزر.