عندما أخطئ أمام أولادي…كيف تصبح نظرتهم لي؟

أخطاء الأهل

يبدو أنّ الكثير من الأهل منزعجون من التربيّة الإيجابيّة لأنها تحبطهم هم:

فقد أصبحوا يدركون “الأذى” الذي يمكن أن يتسببوا به لولدهم ما يجعلهم متوترين باستمرار خوفاً من أن “يسيئوا التصرّف” (وهذا حالنا نحن نسبياً) كما يشعرهم بالذنب كثيراً.

نعم… وعلينا أن نداوي هذا! لا داعي لأن نبقى متوترين في كل لحظة. وعلينا أن نتحرر بالتأكيد من فكرة حسن التصرّف أو سوء التصرّف! نحن نتصرّف. وإذا لم نجد سوى المتاعب، فنعمل على إصلاح الأمور. ما من شخص كامل لحسن الحظ. ويحتاج أولادنا لأن نرتكب الأخطاء، فهذا يسمح لهم بأن يروا أننا نخطئ نحن أيضاً ويساعدهم على أن يكتسبوا ثقة بأنفسهم لأنهم هم أيضاً يخطئون… من المفيد أن نبيّن لهم أننا نرتكب الأخطاء، وننظر إليها ونصححها.

إنّ الخوف من سوء التصرّف أو الفشل نابع من ميلنا إلى الشعور بالذنب… ذكرى من طفولتنا. أرأيتم كم نحن مشبعون بأفكار مثل الغلط والخير والشرّ. إنّ مبدأ القيود والمحظورات يولّد مبدأ الغلط عندما ننتهك المبدأ الأول… وقد أورثتنا هذه الطريقة في التربية شعوراً مفرطاً بالذنب. يجب أن نحوّل هذا الميل إلى استكشاف وتجربة.

لا يمكننا أبداً أن “نكون على حقّ” طيلة الوقت، لاسيّما في التربيّة. إنها علاقة، علاقة مع كائن حيّ، ما يعني تغيّرات مستمرة. علينا أن نتقبّل فكرة ارتكاب الأخطاء وأن نستمع إلى أولادنا وأن نصغي أيضاً إلى ذلك الصوت الصغير في داخلنا الذي يعرف في أغلب الأحيان! كل خطأ يثري الأهل والأولاد على حدّ سواء، ويجعلهم أكثر ذكاء. لو لم أضرب ولدي أبداً (فعلت هذا مرتين، نعم، نعم، حتى أنا)، لما تعرّض للضرب بالتأكيد لكني ما كنت لأتمكّن من فهم النساء والرجال الذين يضربون أولادهم ولما تمكّنت من أن أشعر بالتعاطف مع الأهل. كما أنّ هذه التجربة غذّت علاقتي بولدي، لأني استمعت إلى ما أحسّ به، لأني أصغيت إلى خوفه وغضبه ويأسه، ولأننا أصلحنا علاقتنا بعد ذلك.

إحدى أجمل الذكريات التي تحملها ابنتي عن تربيتي لها مرتبطة بأحد أخطائي (وهذا ما أسرّت لي به مؤخراً). أظهرت في أحد الأيام لامبالاة تامة بما تعيشه، ولم أستمع إليها، وخنت ثقتها… بعدئذ، أدركت حجم الخطأ الذي ارتكبته، فجلست بقربها وخصصت وقتي للتحدّث إليها والإصغاء إلى ما لديها وفهم مصدر حزنها… وشكّل هذا لحظة مهمة في علاقتنا بالنسبة إلى الطرفين. ما كنا لنعيش هذه اللحظة أبداً لو بقيت دوماً جاهزة للإصغاء إليها!

الأخطاء، والتيه والأغلاط تجعلنا بشر. إنها ليست مشكلة بل مصدر غنى طالما أننا نراقب العواقب ونصححها. وهذا ما نريد أن نعلّمه لأولادنا أيضاً

التعليقات مغلقة.