شرطان لإعادة تنشيط الذاكرة بشكل فعال
1- أن نترك ليلة على الأقل بين حفظ الدروس والتدرّب عليها وإعادة تفعيل هذه الدروس
يضمن هذا التباعد بين جلسات المراجعة أن يكون الجواب الذي نعطيه قادماً من الذاكرة الطويلة الأمد وليس من الذاكرة القصيرة الأمد. يؤدي الفاصل الزمني بين الجلستين (التعلّم وإعادة التفعيل) إلى ظاهرة النسيان. والجهد الذي نبذله لاستعادة المعلومة المخزّنة هو تحديداً ما يرسّخ ما نتعلّمه.
ويلعب النوم دوراً أساسياً في ترسيخ ما نتعلّمه. تظهر الدراسات في علم الأعصاب أنّ النوم يسمح بترسيخ ما نتعلّمه أثناء فترة اليقظة. لكنها لا تظهر أننا نستطيع أن نتعلّم أثناء النوم. على الرغم من أن النوم يشارك بشكل كامل في دورة اكتساب المعارف في مرحلة الترسيخ، إلا أنّ النوم ليس طريقاً مختصراً يحلّ محلّ التعلّم أثناء اليقظة أو يقوم بالالتفاف عليه.
2- عدم قراءة الدروس أو الملخصات قبل الرد على الأسئلة أو التسميع الشفهي
أن نحفظ غيباً لا يعني أن نعيد القراءة بل أن نختبر قدرتنا. عدم إعادة القراءة يضمن لنا أنّ طريق الوصول إلى الجواب مرسوم بشكل واضح ولم يتم تفعيله عبر ارتباطه ب”عوامل خارجية أو مرجعيات”.
يمكن للشعور بأننا نعرف دروسنا عن ظهر قلب أن ينتج عن ارتباط الدروس بعوامل خارجية تسمى “استرجاعيّة” (لا يتم تحديدها على أنها كذلك من قبل الطلاب) أو عن سهولة ظاهرية (مرتبطة في الواقع بأننا قرأنا/سمعنا/راجعنا المعلومة مؤخراً).
يمكن لبعض التلاميذ والطلاب أن يجدوا صعوبة في تقويم ما إذا كانوا يعرفون دروسهم فعلاً عن ظهر قلب: قد يعتقدون أنهم يعرفونها ويقعون في فخ الشعور بأنهم يعرفونها. ويفسّر هذا بواقع أنّ بعض التلاميذ يعتقدون أنهم يعرفون دروسهم عن ظهر قلب إلا أنهم يستندون في الواقع إلى علامات مرجعية أو عوامل خارجية موجودة في دفترهم (الألوان، سطر فارغ ، كلمة مكتوبة بخط عريض…). لكن المشكلة تكمن في أنهم يعجزون عن استعادة البيانات التي ينبغي أن يعرفوها إذا اختفت هذه العلامات أو العوامل من أمام ناظريهم.
إذن، أفضل طريقة للمراجعة هي أن نطرح على أنفسنا الأسئلة من دون أن تكون الأجوبة أمامنا أو أن نرسم مخططاً من دون أن نعيد قراءته مسبقاً.