كيف نداوي جراح الانفصال عند أطفالنا؟
جراح الانفصال : يؤدي الانفصال بين الوالدين إلى انفصال حب مع أطفالهما ليس من السهل دائماً التعامل معه. كيف يمكننا مداواة جراح الحب هذه؟
المسؤولية العاطفية
حين نتعرض لصدمة من أي نوع، نميل إلى نقل آلامنا للآخرين. إلا أنها ليست الطريقة المناسبة لمداواة جراحكم الصامتة وبشكل خاص جراح طفلكم.
يجب أن تكون المشاعر التي نمر بها، أو تلك التي نلاحظها لدى الآخرين مسؤولية مشتركة.
يتعلق الأمر ببساطة بتحمل مشاعرنا الخاصة وتقبلها بشكل كامل في ذاتنا وفي الآخر. هذا الحمل ليس عبئاً على الآخر بل هو عبئنا على أي حال.
حتى لو كانت جراح صمت الطفل تؤثر فيكم وحتى لو كنتم من سببها له أو ولّدها فيه بسبب تغيير طرأ على حياتكم المشتركة، لكنكم بالمقابل لستم مسؤولين بأي شكل من الأشكال عما سيشعر به وعن كل الأعمال (التغييرات الداخلية التي على الطفل القيام بها.
لكن من ناحية أخرى، تكون المسؤولية العاطفية بالاستقبال والمرافقة والدعم وقبل كل شيء بمنح هبة الحب.
الحب هو الدواء والعلاج للجراح النفسية. وعلاقاتكم الانسانية هي أولى القوى التي ستساعدكم على تغذية مقاومتكم ومرونتكم العاطفية.
المسؤولية العاطفية هي تنمية شخصية قوية جداً. في الواقع، الإجابات موجودة داخلكم.
فمشاعر أطفالكم ومشاعركم الخاصة هي دائماً عبارة عن انعكاسات، ومرايا مضطربة تشكل مصدر تعلم في المقام الأول.
أرسل انعكاساتي العاطفية لذاتي مجدداً وبالتالي أنا من عليّ تحملها.
لهذا السبب من المهم تطوير وتنمية طفلكم في إطار جراحه العاطفية وبشكل خاص يتعين عليكم عدم رفضها لأنكم لا تشعرون بأنكم قادرون على استقبالها ومواجهتها.
لذلك قد يكون بعض الدعم من أحد الأخصائيين ضرورياً للتعامل مع هذه الجراح الصامتة لأننا أحياناً لا نملك ما يكفي من القوة لتحملها وترك الوجود الكامل لمشاعر قوية وعميقة.
تجد المسؤولية العاطفية جوهرها فينا. سوف تجد جراح الصمت الطريق المضاء بداخلنا.
عندما يتعلق الأمر بالأطفال، ساعدوهم في العثور على ما يشعرهم بالراحة لتخطي هذه الجراح، وتحويلها إلى شهاب منير بدلاً من كيس من الغبار ينتشر داخلهم ويجعلهم يفتقرون إلى الهواء.
إن المسؤولية العاطفية هي باب مفتوح لاكتشاف الذات.
إذا لامست جراح الصمت روح أطفالنا، قد تكون أيضاً سحراً للتغيير والنضج في الحياة.
عندما أرى بعض دموع الغضب تنزلق من عيني طفلي الحزين على وجهه أحياناً لأن مرحلة الانفصال الانتقالية صعبة، أشعل داخلي على الفور خوفاً من عدم القدرة على مساعدته، إضافة إلى ذاك الشعور بالذنب الذي لا يمكن تحمله.
لذلك أعمل كل يوم على التصالح مع ذاتي ومسامحتها وأعتني بابني كما لو أنني سأعتني بطفلي الداخلي. أمنح الحب ربما بقدر ما لم يكن باستطاعتي منحه يوماً لو استمريت في الكذب على نفسي.
ولذلك فإن المسؤولية العاطفية يجب أن تكون صادقة وشفافة قبل كل شيء.
إن جراح الصمت هي كل تلك الأشياء التي لا نجرؤ على قولها. لذا فمن الضروري برأيي تعليم أطفالنا أن يتكلموا وأن يتخذوا قرارات واعية حيث يبدو أن حب الذات هو أفضل علاج.
التعليقات مغلقة.