برنامج رسوم متحركة يسبب المرض ل700 طفل!

رسوم متحركة

أصدقاؤنا الأعزاء،

في ديسمبر/كانون الأول من العام 1997، حصلت ظاهرة غريبة.

696 طفل كانوا يشاهدون برنامج الرسوم المتحركة نفسه، حلقة من “بوكيمون” يبثها التلفزيون الياباني، فراحوا يتشنّجون وبدأوا يعانون من تهيّج في العيون ومن مشاكل تنفسيّة بعد بث البرنامج مباشرة!

كان الوضع خطراً إلى حدٍ تطلّب نقلهم إلى المستشفى!

لا أعلم إن كنتم تقدّرون مدى صدمة وذهول الأهل: كيف يمكن لمجرد برنامج رسوم متحركة أن يترك مثل هذا التأثير؟

وسرعان ما مال العلماء إلى اعتبار الحالة “صرع ناجم عن حساسيّة على الضوء”: وهو نوع من الصرع تنجم فيه النوبات عن محفّزات أو مؤثرات بصريّة، لاسيّما الأضواء الوامضة أو الساطعة، الرسومات المتناقضة أو الأنماط المتباينة أو التغييرات السريعة والمفاجئة في الإضاءة.

لكن الغريب في الأمر أنّ أيّ من الأطفال لم تظهر عليه أعراض الصرع من قبل، وأنّ نوبات من هذا النوع تحدث عموماً بعد تمضية ساعات طويلة أمام الشاشة. أما هنا فسُجّلت الحالة بعد مشاهدة حلقة تلفزيونية قصيرة.

إذن، ما الأمر؟ اكتفى الفحص والبحث بهذه الفرضيّة في حين أنّ باحثاً آخر كان لديه تفسير مختلف.

رأى هذا الباحث “أنّ سلسلة من الألوان بالإضافة إلى بروتين معيّن أثرا بالصدفة على الناقلات العصبية في دماغ الأطفال”.

وسترون أنّ خلف هذه الكلمات المجردة نسبياً شيء مذهل!

الاكتشاف الأهم في عصرنا؟

هذا الرجل هو الطبيب جويل ستيرنهايمر، وهو باحث وموسيقي مسؤول عن اكتشاف علمي لم يُقدّر حق قدره بعد.

يرى هذا الباحث أننا نستطيع أن نفسّر ونترجم الموجات التي تصدرها البروتينات عند تشكّلها في الجسم إلى سلاسل موسيقية مسموعة.

ما يعني بلغة أبسط أنّ انتاج البروتين يُشبه سلسلة من النوتات الموسيقيّة، على غرار اللحن.

تعجز أذن الانسان عن التقاط هذه النوتات إنما يمكن أن نترجمها على شكل ترددات مسموعة.

ما علاقة هذا ببرنامج الرسوم المتحركة الذي نتحدّث عنه؟

حسن، ما ينطبق على الموسيقى ينطبق أيضاً على الضوء. وبالتالي، يمكن القول إنّ ألوان الرسوم المتحركة تتطابق مع سلسلة موجات.

وهذه الموجات هي ذبذبات سريعة ومنتظمة نسبياً تسافر في الزمان والمكان فتنقل معلومات معقّدة نسبياً إلى حواسنا.

ويتفاعل الجسم كله مع الموجات.

إذن، يبدو أنّ الأضواء الوامضة الزرقاء والحمراء التي ظهرت على الشاشة انتجت ذبذبات قادرة على زعزعة توازن المشاهدين الصغار… كيف؟ لأنّ هذه السلسلة متطابقة مع سلسلة بروتين يؤثر في الناقلات العصبيّة.

هل ما زلتم معي؟

ما يهمنا الآن هو أن نفهم أنّ هذه الموجات، إن كانت قادرة على جعلنا نمرض… فهي قادرة بالتأكيد على أن تشفينا.

يتطابق العديد من الوظائف الخلوية المعنية بآليات الدفاع وفي ردود الفعل المضادة للالتهاب مع سلاسل موسيقية.

ما يعني أننا نستطيع أن نؤلّف ألحاناً قادرة سواء على تحفيز وتنشيط البروتينات الضرورية والأساسيّة لصحتنا أو تثبيطها.

التعليقات مغلقة.