Site icon التربية الذكية

العبارات الست الغبيّة التي تبرر عقاب الولد بصفعه على مؤخرته

تبرر عقاب الولد

premium freepik license

تبرر عقاب الولد: إن كان الأهل يضمنون الطاعة بالعنف، فإليكم ما يعلّمونه لأطفالهم: “استعمل القوة الجسديّة والعنف لتحصل على ما تريده من الآخريناستخدم العنف مع الذين تحبّهم.””- توماس غوردون، التربيّة الايجابية.

إليكم العبارات الأكثر شيوعاً لتبرير هذه الطريقة (المزعومة) في التربية.

1- لم يقتل الصفع على المؤخرة أحداً يوماً!

لعل هذا الأسلوب لم يقتل شخصاً واحداً، لكنه قضى على العديدين؟… ففي فرنسا على سبيل المثال، يموت طفلان كل يوم بسبب الضرب الذي يكيله الأهل لهما.

2- تعرّضت للضرب في الصغر ولم يخلّف ذلك أيّ أثر نفسي لديّ!

لم يسبب لك الضرب أيّ صدمة أو عقدة، لكن هل نفع في شيء؟ إن لم يترك أثره عليك فهو لم يغيّر سلوكك أيضاً. إذن، لمَ نسبب الألم إن كان هذا لا ينفع في شيء؟

3- ضربني والدايّ على مؤخرتي فلمَ لا أضرب أولادي؟

إذا فكّر الكل بهذه الطريقة، لبقينا في العصر الحجري. فالتطوّر والترقي يقومان على أن نحسّن أداءنا (أو أن نتصرّف على الأقل بشكل مختلف) ونتصّرف بشكل أفضل من والدينا. أليس كذلك؟

4- ثمة فرق بين صفع الطفل على مؤخرته وضربه!

أحقاً؟ ما هو هذا الفرق؟ (أعتذر مسبقاً من اولئك الذين سيصدمهم كلامي، لكن هذا الموضوع يشعل “ثورة” في داخلي)

5- هذه غالباً الطريقة الوحيدة كي يستمع الطفل إلينا!

إذن، ثمة أذنين صغيرتين غير مرئيتين على مؤخرة الطفل وكلما سددنا لهما الضربات، كلما كبرتا أكثر… هذا هراء!

6- ما من احترام، من دون هذه الصفعات!

في كتابه “التربية من دون قصاص”، يكشف توماس غوردون أنّ “المساجين العنيفين تعرّضوا جميعهم لعدد كبير من الضربات والصفعات وغيرها من أشكال العقاب الجسدي من قبل أهاليهم”

ومما لا شكّ فيه أنّ هؤلاء المساجين اكتسبوا بفضل هذه الضربات المتكررة الاحترام…نعم، لكن… احترام العنف!

أنا لا أسعى لأن أثير الشعور بالذنب لدى أيّ كان، وأنا أكافح أيضاً ضد الشعور بالذنب بشكل عام. يمكن لأيّ واحد منا أن يتملّكه الغضب أو التعب أو الإنهاك… ويمكن أن يفقد أعصابه. وفي مثل هذه اللحظات، يمكن للتصرفات أن تسبق التفكير أحياناً. أرغب وحسب في أن أحاول تنوير عقول أولئك الذين يبررون هذه الضربات بعد حين أو أولئك الذين يعتمدونها بشكل واعٍ (وعن دراية؟) كطريقة في التربية، وهذا أسوأ.

هل من المسموح أن نضرب؟

إذا فكّرنا قليلاً في الأمر، لوجدنا أنه من الغريب فعلاً أنّ الأشخاص الذين يُفترض بهم أن يحبوننا أكثر من أيّ شخص في العالم، هم أنفسهم الوحيدون الذين يحقّ لهم أن يضربوننا!… وهذا لا علاقة به بالسلطة التي يُفترض أننا نتمتع بها على أولادنا: إذا صحّ ذلك، فلمَ لا يحق لربّ العمل أن يضرب موظّفيه؟ والأستاذ تلامذته؟ وحارس السجن السجناء لديه؟ والقاضي المتهمين؟ ورئيس الجمهوريّة مواطني بلده؟

تخيّلوا بستاني يقضي وقته في سحق المزروعات ليجعلها تنمو بشكل أفضل. ستعتبرونه مجنوناً، أليس كذلك؟ وحتى لو تم توارث هذه العادة من جيل إلى جيل، فلعل الوقت حان كي يدرك أحدهم أنّ هذه الممارسات لا تجعل المزروعات تنمو بشكل أفضل بل تمنعها من أن تكبر. أحلم بيوم يصبح فيه استعمال الصفع على المؤخرة سلوكاً سخيفاً وعبثياً بقدر الاعتقاد بأنّ الأرض مسطّحة.

ولا يهمني لو أثار كلامي الجدل (فقد اخترت عنواناً مستفزاً عن عمد)، ففي النهاية… الجدل لم يقتل أحداً يوماً، أليس هذا صحيحاً؟

Exit mobile version