6 تصرفات يقوم بها الأهل تمنع أولادهم من أن يصبحوا في المستقبل أشخاصاً قياديين مستقلين
من منا لا يريد أن يصبح ابنه أو ابنته إنساناً ريادياً مميزاً بشخصيته واستقلاليته وقدرته على قيادة الآخرين. ولكن أتعلمون أننا نحن الأهل نمارس تصرفات تحول دون أن نحقق في أولادنا ما نصبو إليه ؟
ما هي هذه التصرفات التي تؤذي شخصية أولادنا دون أن ندرك؟
لا نترك أولادنا يركبون المخاطر
نحن نعيش في عالم تحفّه المخاطر كيفما درنا.إن انغماسنا بالتفكير في أن “الأمان أولاً” يزيد خوفنا من أن نخسر أولادنا ، لذا نسعى بكل ما أوتينا لنحميهم. إنها مهمتنا الكبرى ولكننا في سبيل تحقيق ذلك نعزلهم عن التعرض للمخاطر العادية الطبيعية. ولهذا التصرف الذي نقوم به تأثيراً عكسياً. فقد اكتشف علماء النفس في أوروبا أن الطفل إذا مُنع من اللعب خارجاً ولم يصب بجروح نتيجة وقعة هنا وزلة هناك فسيشعرون مستقبلاً بالفوبيات أو المخاوف عندما يصبحون راشدين.
الطفل بحاجة إلى أن يقع عدة مرات ليتعلم أن ذلك أمر طبيعي، والمراهق بحاجة إلى قطع علاقته بالفتاة التي يحبها ليصل إلى النضج العاطفي الذي تحتاجه العلاقة الدائمة.
إذا حرمنا ولدنا من المخاطر الحياتية العادية، فالذي سيحدث أنه قد يصاب بالعجرفة والتكبر وقلة الثقة بالنفس
نسارع إلى إنقاذه
جيل اليوم لا يختبر المهارات التي اختبرها الأولاد قبل 30 سنة لأن الأهل يحلون المشاكل التي يتعرضون لها ويمسحونها عن بكرة أبيها.
الواقع أننا عندما نسارع إلى إنقاذ أولادنا ونغرقهم “بالمساعدة”، فإننا بذلك نلغي لديهم الحاجة إلى الإبحار إلى عالم المشقات وحل مشاكلهم بأنفسهم. إن هذا التصرف يفقدهم الطريق للوصول إلى عالم الريادة . وسرعان ما سيعتاد الأولاد على من ينقذهم :
“إذا فشلت فالراشد سيمهد لي الطريق ويزيل من دربي كل العقبات” ولكن العالم الحقيقي لا يسير هكذا والنتيجة ألا يدخل أولادنا عندما يكبرون عالم المنافسة.
نثني عليهم على الطالع والنازل
عندما يجد الولد أن أمه وأباه وحدهما من يعتقدان أنه شخص مذهل، وأن الآخرين لا يرونه على هذا الشكل ، سيساوره الشك بشأن موضوعية أهله وسيعرف أن ما يراه منهما ليس هو الواقع. حينما نثني على الولد على الطالع والنازل ونغفل عن تصرفاته الخاطئة ، سيتعلم الولد مستقبلاً أن يغشّ وأن يبالغ ويكذب ليتجنب الواقع المر الصعب. فهو للأسف لم يتكيّف ليواجه هذا الواقع
إننا نترك الشعور بالذنب يحول بينهم وبين الريادة
ليس على ابنك أن يحبك في كل دقيقة . سيصاب الولد بالإحباط ولكنه لن يتعافى من تأثيرات الدلال. قل له “لا” أو “ليس الآن” ودعه يحارب حتى يصل إلى مبتغاه. إننا كأهل نميل إلى إعطائهم ما يريدون عندما نكافئهم، لاسيما إذا كان لدينا أكثر من ولد. فعندما ينجز ولد من أولادنا شيئاً يستحق عليه الثناء، نشعر بأنه من الإجحاف أن نكافئ أحدهم ونترك الآخر. وهذا التصرف يفقد أولادنا الفرصة ليعرفوا أن النجاح وقف على أعمالنا وجهودنا.
حذار أن تعلمهم أن العلامة الجيدة يجب أن تكافأ بالذهاب إلى المول. فإذا قامت علاقتكم على المكافآت المادية ، فلن يعرف الأولاد الحافز الفعلي أو الحب بدون قيد أو شرط.
لا نشاركهم أخطاءنا الماضية
لا بدّ أن المراهقين المعافين نفسياً يرغبون أن ينشروا أجنحتهم وسيحتاجون إلى أن يخوضوا التجارب بأنفسهم . ونحن كراشدين علينا أن ندعهم ولكن ذلك لا يعني أننا نستطيع مساعدتهم في الإبحار في هذه المياه . أخبرهم عن الأخطاء التي ارتكبتها عندما كنت في مثل سنهم بطريقة تساعدهم على اتخاذ الخيارات الجيدة.
وعلى الأولاد أيضاً أن يكون جاهزين لمواجهة عواقب تجاربهم. أخبرهم بما شعرت به عندما واجهت تجربة مماثلة وما الدرس الذي علمتك إياها التجربة. فنحن لا نؤثر في أولادنا فقط بل نحن في الواقع أفضل مؤثر بهم.
نخلط ما بين الذكاء والنضج
يخلط الناس بين الذكاء عند الولد وبين النضج والنتيجة أن يعتقدوا أن الولد الذكي هو ولد جاهز لهذا العالم ولكن الواقع مختلف كلياً. أولادنا أذكياء ولكن هل هم ناضجون؟ النضج يأتي مع العمر واختبار مصاعب الحياة . النضج بحاجة إلى سنين وسنين من الخبرة.
[…] تصرفات الأهل : يحاول أغلب الأهل أن يعطوا أفضل ما يستطيعون في تربية أولادهم. لكن غالباً ما لا تكفي النوايا الحسنة. في العديد من الحالات، يتصرف الأهل بحسب تقاليد مصدرها من الماضي، وهي أبعد ما يمكن عن أن تكون مفيدة للطفل، بالإضافة إلى أنها تؤذي تقديره لنفسه وتؤدي أحياناً إلى جراح نفسية تترك آثارها لفترة طويلة. في بعض الحالات، […]