لماذا يمر أولادنا ب “نوبات” مزاجية غير مفهومة؟ وهل هذا شيء طبيعي ؟

يسمي الكبار “نزوات” كل تصرف غير منطقي من الولد لا يستطيع التحكم به. من الضروري عندها أن نبحث عن سبب كل ظاهرة نقدّر أنها نزوة أو نوبة مزاجية عند الولد بشكل دقيق لأنها ليست مفهومة من الكبار. هناك سبب لكل ظاهرة، لكل ردة فعل عند الولد.
هذه النزوة يجب أن تبدو أمام أعيننا كمشكلة علينا حلّها، كلغز علينا فكه.

نحن نعرّف النزوة أو النوبة على أنها تصرف لا يفهمه الكبار. بحسب المعالجين النفسيين، النزوة شيء غير موجود : يتكلم الكبار عن “نزوات” عندما لا يفهمون اعتراضات الأولاد ورفضهم.
المشكلة أن فكرة “النزوة” متجذرة كثيراً في المجتمع : نسمع غالباً أن علينا الاحتراس من النوبات، وأن الأولاد يحاولون التلاعب والسيطرة على الكبار، وأن لديهم غرائز سلبية، وحتى منحرفة يجب أن نمنعها بشكل مطلق. لكن هذا التفكير لا يساعد الأهل أبداً. ليس هناك غرائز “سلبية” مختبئة خلف السلوك “السلبي” للولد…لكن هناك ربما سبب بحاجة لتحديده ولأخذه بعين الاعتبار.
صحيح أن الأولاد لديهم تصرفات تفقد الكبار صوابهم. لكن أفضل طريقة لفهم الحاجة المختبئة خلف نزوة أو نوبة ما هي أن تحاولوا فهمها :”ما الذي يحدث؟ لماذا يتصرف الولد هكذا ؟ ما هي الحاجة الخفية التي يحاول الولد أن يعبّر عنها ؟”
هذا لا ينقضي بالضرورة بمجرد طرح هذه الأسئلة على الولد لأنه غير ناضج كي يجيب عليها. بالمقابل، فإن تقبّل النوبة التي يمر بها الولد ومحاولة التعرف عليها ومرافقتها يمكن أن يساعد في تهدئته. كأن نقول له مثلاً :

• “هناك شيء يزعجك فعلاً”
• “هذا هو ما جعلك تخاف”
• “هذا الأمر يغضبك”
• “هذا الشيء جعلك حزيناً”
• “إنه هو ما يجعلك تغار”…