6 تصرفات للأهل توقف نمو أولادهم وتمنعهم من النجاح في الحياة
الطفولة هي أهم مرحلة في حياة الإنسان ففي خلالها يتمّ فهم القيم والتعاليم الرئيسية والتصرفات الأساسية.
شدّد عدد كبير من الأطباء النفسيين المختصين بمراحل الطفولة مثل جان بياجيه وإيريك إيريكسون، على أهمية عملية النضوج المتدرّجة وعلى التطوّر الذي يتمّ خطوة بعد خطوة ويسمح باجتياز كافة فترات الطفولة بطريقة مُرضية وذلك بهدف تجنّب أن نبقى عالقين في واحدة منها. أما الأشخاص الذين يؤثّرون كثيرًا في الطفل فهُم الأهل أو المربّي الأساسي.
معظم الأهل والمربين يحبون الأطفال الذين يعتنون بهم ويتمنون لهم الأفضل مع أنهم يدركون في الوقت نفسه أن مهمة التربية ليست بهذه السهولة. ولكن معرفة الأهل والمربين لهذه العناصر لا تعني أنهم قادرون على تربية الطفل بشكل صحيح، فما نعيشه عندما نكون أطفالًا يحدد حياتنا المستقبلية كأناس راشدين.
ليست حالات الأمومة والأبوة كلها ظروفًا مثالية
قد يكون هناك عدم توازن في توزيع المهام أو نقص في النضوج العاطفي أو أزمة في الثنائي أو حتى بكل بساطة قلق من المسؤوليات الجديدة المترتبة على إنجاب الأطفال.
في هذا المقال الذي نقدمه من التربية الذكية وآي فراشة لن نحكم على هذه التصرفات ولن ندينها ولا نريد منكم أن تقرأوا من هذا المنطلق. ولكن لا يمكن إنكار أن بعض أنماط التربية قد تؤثر سلبيًا على حياة الطفل وبطريقة خطيرة على حياته كشخص راشد.
سنذكر بعضًا منها ونضعها في علاقة مترابطة مع التصرفات المدمّرة في سن الرشد.
مواقف الأهل التي تمنع الأطفال من أن يكبروا بشكل صحيح
إن الإختبارات التي عشناها في طفولتنا حاسمة في حياتنا كأشخاص راشدين. هناك مجموعة من تصرفات الأهل لا تسمح للطفل بالنمو عندما يصبح راشدًا. نذكر من بين هذه التصرفات:
“للطفولة طرق خاصة في الرؤية والتفكير والشعور. وما من أمر أكثر حماقة من إرادة استبدالها بطرقنا الخاصة.
” – جان جاك روسّو –
2. إسقاط رغبات طفولة الأهل المحبَطة على أطفالهم : بعض الأهل يرغبون في أن يتمكّن أولادهم من تحقيق الأهداف التي لم يستطيعوا هم أن يحققوها وذلك من دون استشارتهم حتى. وبالتالي يشير الأهل في أكثر الاحيان إلى ما ينقص الطفل ولا يشجّعونه.
أما نتائج هذه التربية فهي ضعف في تقدير الذات وعدم القدرة على تحمّل الإحباطات إضافة إلى التبعية العاطفية نوعًا ما.
3. غياب الحنان: هذا الموقف هو من المواقف الأكثر تدميرًا. فالطفل يحتاج إلى التواصل مع أهله وتلقّي الحنان وإدراكه أيضًا وإلّا سيحلّل هذا الموقف البارد على أنه نموذج في التصرّف. أما نتائج غياب الحنان فهي البحث الدائم عن الحنان لدى الأشخاص الآخرين إضافة إلى الصعوبة في التعبير عن عواطفه وإضعافها.
” كل طفل يأتي إلى هذا العالم ومعه حسّ الحب إلى حدّ ما. ولكن هذا الحب إما ينقذه وإما يحكم عليه بالضياع وهذا الأمر يعتمد على أهله وأصدقائه.” – غراهام غرين –
4. مواقف الأهل المحبطة والإحساس بعدم جدواه: رؤية الطفل أشخاصًا في منزله يشتكون دائمًا من تعاستهم في الحياة يسي إلى عاطفة الطفل. ففي هذا العمر يحتاج الطفل إلى سياق مليء بالحيوية وإلى جوّ ممتع.
5. المقارنة مع أشخاص آخرين أو مع الأشقاء والشقيقات: بعض الأهل يظنون أن جميع الأطفال يجب أن يخضعوا للتربية نفسها مهما اختلفوا من الناحية الفردية. أما نتائج هذا الأمر فهو الشعور بعدم الجدوى الذي يتعاظم عند الطفل، إضافة إلى النقص في الثقة بقدراته.
6. الشجارات والمواجهات وربما طلاق الأهل: كافة حالات الطلاق صعبة جدًا ولكن عندما يكون الطفل متورّطًا في الأمر فقد يكون ذلك مصدرًا أساسيًا للمعاناة. يعتمد الكثير من الأهل طريقة الإغتراب الوالدي مع أطفالهم فيفقدونهم براءتهم بالكامل ويفهّمونهم أن هناك مشكلة كبيرة. سيصاب الطفل بشعور الهجر وباضطراب معرفي وعاطفي.
آلام الطفولة تدوم في سن الرشد
على الرغم من مرور سنين عديدة وعلى الرغم من أن جميع هذه الإختبارات تبدو بعيدة ومَنسيّة إلا أننا نعيش دائمًا نتائج التصرفات التي فسّرناها أعلاه. أحيانًا من الممكن أن نحتفظ بذكريات واضحة جدًا عن هذه التصرفات التي تخلق عندنا نوعًا من الشعور بالضيق والأسى والرضوخ.
التخلّص من هذه الوحوش والقيام بنوع من ” التطهير العاطفي” مع الأشخاص الذين عاشوا هذه الحالات معنا، وهم من دون شك أهلنا، خطوة ممتازة بلا شك. يجب أن نجد وسيلة للتحرّر من كل ما هو مدفون في أعماقنا وأن نعبّر عن آلامنا. المهم هو أن نحرر كل الأمور السلبية ونتمكّن من التقدّم فنشعر بالخفّة.
إذا أتممتم هذه المرحلة ستفهمون بنيتكم كإنسان بشكل أفضل وستصبحون قادرين على عدم ارتكاب الأخطاء نفسها مع أطفالكم.
لدينا القدرة الكاملة على أن نكون أفضل من أهلنا. يكفينا فقط أن نطوي صفحة طفولتنا.
[…] أهميّة هذه الدراسة في أنها تنقض نظرية التطوّر البشري القائمة على مبدأ أن التطوّر يحصل من خلال طفرات […]