الإسقاط النفسي
- فن رمي الأخطاء على الآخرين أو الإسقاط النفسي
الإسقاط النفسي عبارة طوّرتها نظرية فرويد التي تعرض ممارسة مألوفة نقوم بها في الكثير من الأحيان. من الممكن أنكم قمتم بها من دون ان تعرفوا.
فكّروا بتلك الفترة التي كنتم تحبون فيها أحدًا بجنون. بطريقة أو بأخرى وتقريبًا من دون وعي كنتم تنسبون إلى هذا الشخص ميزات وعيوب لا تتناسب مع الواقع على الإطلاق.
لا بد أنكم بالغتم في تقدير طيبته واهتمامه ونجاحه ونسبتم إليه حالة من الكمال رسمتموها له بذاتكم.
أحيانًا يكون الحب سياقًا ملائمًا لتطوير الإسقاط النفسي. والمشكلة الحقيقية هي عندما يكون الاسقاط سلبياً حقاً.
يعاني الشخص الذي يستخدم الإسقاط من عجز عاطفي فينسب إلى الناس أفكارًا مليئة بالغضب والقلق.
اليوم سنعرض هذا الشعور بالذنب والطريقة التي يظهر فيها هذا الشعور من جديد بنية جرح الآخرين خاصة الأشخاص الأقرب إلينا والذين نقدّرهم.
الإسقاط : تشويه الحقيقة لمصلحتكم
لنبدأ بمثلٍ. نصفكم الآخر شخص يفتقر للثقة بالنفس ويخاف من الارتباط.
بدل أن يتقبّل هذا الواقع يعاقبكم بحجة أنكم أنتم لا تسهّلون الأمور عليه وأنكم تظهرون له دائمًا عدم ثقتكم به.
في الواقع المشكلة ليست فيكم بل في الشخص الآخر. فعوضًا عن أن يواجه واقع أنه يعاني من مشكلة في تقدير ذاته والثقة بنفسه يعاقبكم مركّزًا على أمور ليست حقيقية.
- هو يرمي في وجهكم كل غضبه ومشاعره السلبية لكي يحصل على أمور مختلفة:
- تجاهل المشكلة ورمي خطأه على الأخرين.
- التخلّص من الثقل الداخلي وإخراجه جارحًا الأشخاص المحيطين به.
- إثارة الشعور بالذنب عند الآخرين لكي يظهر في موقع سلطة. “ليس لدي أي مشكلة” بل الآخرين يعانون من مشكلة. يجب أن يدور العالم من حولي وليس العكس.
- من خلال الاستنتاج أن الأخرين هم السبب الحقيقي للمشكلة يقوم هذا الشخص بتشويه الحقيقة والناس يصدّقونه.
- كيف يمكن التخلّص من هذه الإسقاطات النفسية؟
موضوع الإسقاطات النفسية معقّد بالفعل وللأسف منتشر جدًا. أحيانًا يستمرّ الأشخاص الذين يخضعون لسوء المعاملة الجسدية والنفسية بإسقاط الصور الإيجابية على شريكهم لكي يحموا أنفسهم من الحقيقة.
“إذا كان غيورًا جدًا فهذا لأنه يحبني”. “أحيانًا يرتكب الأخطاء ولكنه يبقى أكثر من يهتم بي”.
إن إسقاط هذه الأفكار هو الوقوع في تشويه الحقيقة في عالم مسالم. في هذا العالم لا نتقبّل قساوة الحقيقة في حين على جميع الناس أن يتحلّوا بالشجاعة ويتصرّفوا لكي يدافعوا عن أنفسهم. - ولكن كيف يمكن التخلّص من هذه الإسقاطات؟
- من خلال إدراك أن ما تسقطونه على الآخرين هو عملية دفاعية. كأنها فواشة إنقاذ تتمسكون بها كيلا تتقبّلوا بعض الامور.
- من خلال فهم أن إسقاط الشعور بالذنب والغضب على الأشخاص المحيطين بكم لن يقوم إلا بتوليد المزيد من المشاعر السلبية.
- تدخلون في حلقة مفرغة تحصلون من خلالها على هذا الشعور الخاطئ بالسلطة وستسقطون في الهاوية على المدى الطويل.
- إذا خضعتم لهذا الإسقاط من قبل شخص من محيطكم أظهروا له بكل وضوح ما تشعرون به. نبّهوه إلى أن هذا التصرّف يجب ألا يدوم طويلًا وأنكم تشعرون بالسوء والإهانة والتحكّم.
- إعلموا أنه من خلال التخلّص من هذا الإسقاط النفسي الذي يخبئ في الواقع العجز الشخصي سيختفي الشعور بالسيطرة. ستشعرون بنوع من الهبوط الشخصي وستشعرون بحاجة إلى المساعدة والدعم لكي تعيدوا بناء أنفسكم ومواجهة المشاكل والعجز.
ولكن بشكل عام ليس من السهل أن نتقبّل أحيانًا بأننا نقوم بهذا النوع من الإسقاطات لأننا نقوم بها من دون أن ندرك ذلك.
كل منا لديه عيوب وعجز ما. من الأفضل أن تتصرفوا بتواضع وحيادية لأننا في نهاية المطاف جميعنا كائنات غير كاملة ولكن رائعة نسعى إلى العيش في عالم معقّد لكي نكون سعداء. أليس كذلك؟
رمي الأخطاء على الآخرين هو تصرف شائع يمارسه أغلب الناس في العالم العربي. انتبهوا له ! إنه تصرف يدمر الحياة ويشلّها ويمنع التقدم والتحسن. إذا كنتم معرضين لهذا النوع من التصرفات، اكتبوا مشكلتكم في التعليقات. هذا قد يساعدكم على تحديد المشكلة من أجل التخلص منها. شاركوا هذه المقالة مع معارفكم إذا رأيتم أنها ستحسن حياتهم.