شيء لا يصدق : هذا الصبي أعطى 20 $ فتلقى مقابلها ملايين الدولارات. كيف حدث هذا ؟
في شباط/فبراير 2016، كان مايلز أيكيرت عمره 8 سنوات عندما رافق أمه تيفاني وأخته مارلي إلى مطعم في توليدو بولاية أوهايو في الولايات المتحدة. وبينما كان الصبي يمشي في موقف السيارات، شاهد شيئاً ما مطموراً حتى منتصفه في الثلج : ورقة نقدية بقيمة 20$.
شعر الصبي بالحماس والإثارة وفكر أنه يستطيع شراء الكثير من الأشياء بهذا المبلغ الصغير. وبينما كانت عائلة مايلز تناقش أفكاراً لصرف المبلغ معه، دخلت مجموعة من الأشخاص إلى المطعم. عندما شاهد مايلز الرجل الذي يرتدي بذلة عسكرية مصحوباً بعائلته، فكر بأبيه الذي لم تتسن له الفرصة كي يتعرف عليه. فقد كان هذا الأخير جندياً أيضاً، لكنه مات في الخدمة عندما كان عمره 24 عاماً، بينما كان عمر مايلز بضع شهور فقط.
نظر مايلز إلى الجندي وعرف بشكل فوري ما الذي عليه أن يفعله بالمال. فكتب بضع كلمات على ورقة صغيرة وألصقها بورقة ال 20$.
هذا ما قرأه الجندي : “كان أبي جندياً. إنه في الجنة الآن. لقد وجدت هذه ال 20$ في موقف السيارات عندما وصلنا. نحن نحب أن تأخذها. إنه يوم حظك! شكراً لكل ما تفعله”.
كتابة هذه الكلمة لم تكن بالشيء البسيط بالنسبة لمايلز لأنه كان يعاني من صعوبات تعلمية، وهو مصاب بالصرع وبنوع بسيط من عارض Savant syndrome. بالنسبة له، كتابة شيء ما بسرعة وبطريقة عفوية أمر يتطلب جهوداً جبارة.
تأثر فرانك دايلي، الجندي الذي أتى إلى المطعم مع عائلته، كثيراً بتصرف الصبي الصغير. وكتب لابنته الكبرى ذاكراً لها ما حدث معه وبعث لها بصورة عن كلمة مايلز. عندما وضعت ابنة فرانك الصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، ما لبثت أن انتشرت في كل أنحاء العالم. وبدأ الناس عندها يدعمون مايلز وعائلته.
تلقت العائلة المزيد والمزيد من الهبات من اشخاص يرغبون في مساعدتها كي تتغلب على مصاعبها المالية. ووصل الكرم بالناس إلى حدّ أن مايلز وعائلته تلقوا أكثر من 2000000 دولار في خلال ثلاث سنوات.
في غضون ذلك، عرف اسم مايلز بعض الشهرة، فقد وجهت له العديد من البرامج التلفزيونية الدعوة كي يروي قصته التي حركت كل هذا. لكن أجمل شيء في القصة هو ما فعلته العائلة بالمال الذي تلقته : لقد وهبته لجمعية تدعم العائلات المنكوبة بفقد أحد أقاربها.
أطلقت تيفاني، أم مايلز، جمعيتها الخاصة The Power of 20(قوة ال 20) التي تخصصت في مساعدة الأولاد الذين فقدوا واحداً أو اثنين من أفراد عائلتهم.
البادرة الكريمة التي قام بها الصبي الصغير أظهرت أن مشاعر الشكر والامتنان تجاه رجل لا يعرفه حتى، ولّدت عواقب غير منتظرة، بالمعنى الإيجابي للكلمة. عندما أعطى هذا الصبي 20 $ منذ ثلاث سنوات، فتح الباب اليوم أمام أشخاص، كباراً أم صغاراً، كي يتلقوا المساعدة التي يحتاجونها.
إنها قصة تبرهن أيضاً وأيضاً أن الكرم وإيثار الغير هما صفتان أساسيتان تنتجان دوماً عواقب إيجابية!